
أثار رجل الأعمال المثير للجدل إيلون ماسك موجة جديدة من الجدل، بعد تصريحات حادة وجهها إلى مؤسس مايكروسوفت، بيل جيتس، قائلاً إنه لا يثق به لدرجة أنه "لن يسمح له حتى برعاية أطفاله".
جاءت هذه التصريحات ردًا على انتقادات وجهها جيتس، قال فيها إن ماسك "يتسبب في قتل أفقر أطفال العالم" بسبب تخفيضه للمساعدات الخارجية الأمريكية.
اتهامات متبادلة وعلاقات مثيرة للشكوك
وفي كلمة ألقاها ماسك خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، علّق ساخرًا: "من يظن بيل جيتس نفسه ليتحدث عن رفاه الأطفال، وهو الذي كانت له علاقة وثيقة بجيفري إبستين؟".
جاءت هذه الإشارة في سياق التشكيك بمصداقية جيتس، نظرًا لارتباطه سابقًا بإبستين، رجل الأعمال الذي أُدين في قضايا استغلال جنسي لقاصرات، قبل أن تُعلن وفاته في ظروف غامضة عام 2019.
جيتس: تقليص المساعدات "يهدد حياة الملايين"
التصعيد بين الطرفين جاء بعد مقابلة تلفزيونية انتقد فيها جيتس سياسات ماسك، مشيرًا إلى أن تخفيض ميزانية المساعدات الخارجية في عهد إدارة ترامب، والتي كان ماسك من أبرز داعميها، قد يؤدي إلى وفاة ملايين الأطفال في الدول النامية التي تعاني من أمراض مثل الإيدز والحصبة وشلل الأطفال.
وقال جيتس: "أن يُنظر إلى أغنى رجل في العالم على أنه يتسبب في موت أفقر أطفال العالم… هذه صورة مؤلمة".
ماسك يرد: "جيتس كاذب كبير"
في المقابل، وصف ماسك تصريحات جيتس بأنها "كذب صارخ"، مطالبًا بأدلة على مزاعمه، ونشر عبر منصة X (تويتر سابقًا): "جيتس كاذب كبير"،
مكررًا موقفه خلال المنتدى الاقتصادي نفسه.
كما دافع ماسك عن قراره بخفض ميزانية برامج "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" (USAID) بنحو 80%، معتبرًا أن كفاءة الإنفاق أهم من حجمه، في إشارة إلى ضرورة إعادة ترتيب الأولويات المالية على المستوى الحكومي.
رؤيتان متباينتان: الصراع بين العمل الخيري وكفاءة الإنفاق
وفي مقابل توجه ماسك، أعلنت مؤسسة بيل وميليندا جيتس أنها سترفع إنفاقها السنوي إلى 9 مليارات دولار بحلول 2026، ليصل إلى 10 مليارات سنويًا بعد ذلك، مع هدف للوصول إلى 200 مليار دولار من إجمالي الإنفاق التراكمي بحلول عام 2045، في محاولة لسد الفجوة الناتجة عن تقليص الدعم الحكومي.
خلاف يعكس انقسامًا أوسع
يعكس الخلاف المتصاعد بين ماسك وجيتس انقسامًا حادًا بين مدرستين فكريتين في أوساط الأثرياء: الأولى ترى أن دعم الدول النامية التزام أخلاقي، والثانية تدعو إلى إصلاح جذري في إدارة الموارد لتحقيق فاعلية مستقبلية أعلى.