
محمد أنور السادات
كشفت وثائق بريطانية رفعت عنها السرية مؤخرًا، أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات عرض في عام 1981، دعمًا عسكريًا وإعلاميًا على معارضي النظام الإيراني في المنفى، في محاولة للإطاحة بحكم آية الله الخميني، وذلك بعد عامين فقط من نجاح الثورة الإيرانية.
وبحسب الوثائق التي اطلعت عليها وزارة الخارجية البريطانية، التقى السادات بشابور بختيار، آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، خلال زيارة له إلى باريس.
واستمر اللقاء 55 دقيقة، أعرب خلالها السادات عن دعمه لمحاولات بختيار لإسقاط النظام الجديد في طهران، وعرض عليه استخدام محطة إذاعية في الإسكندرية، إلى جانب تقديم تسهيلات عسكرية من مصر لدعم أنشطته.
ورغم ترحيبه بالدعم، أبدى بختيار تحفظًا بشأن البعد الجغرافي لمصر عن إيران، مشيرًا إلى رغبته في الحصول على دعم من دول أخرى أكثر قربًا، مثل تركيا.
وأكد أحد مساعدي بختيار خلال اللقاء امتلاكهم شبكة تنظيمية سرية داخل إيران، تعتمد على هيكل خلايا، وتحظى بدعم متنامٍ من داخل البلاد، بما في ذلك بعض ضباط الجيش وسلاح الجو، إلى جانب رجال دين معتدلين.
وعلى الرغم من محاولة المعارضة النأي بنفسها عن نظام الرئيس العراقي حينها، صدام حسين، إلا أن الوثائق أشارت إلى حصول بختيار على دعم مالي كبير من العراق بلغ مليوني دولار شهريًا، وهو ما أثار انتقادات من بعض حلفائه الذين اتهموه باستخدام تلك الأموال لأغراض شخصية.
من جانبهم، أعرب دبلوماسيون بريطانيون عن تشككهم في قدرة المعارضة الإيرانية في الخارج على إسقاط النظام، معتبرين أن حكم الخميني، أو نظام مشابه له، من المرجح أن يستمر لفترة طويلة.