الأوقاف ترد على سعاد صالح: الحشيش والمخدرات كلها حرام

تابعت وزارة الأوقاف المصرية ما أُثير من تصريحات غير مسؤولة، نُسبت إلى إحدى الشخصيات الأكاديمية، بشأن عدم وجود نص شرعي صريح يُحرّم مادة الحشيش، وهو ما أثار بلبلة في الرأي العام، وفتح الباب أمام ترويج مفاهيم مغلوطة تتعارض تمامًا مع ثوابت الشريعة الإسلامية ومقاصدها في حماية النفس والعقل والمجتمع.

وتؤكد الوزارة أن تعاطي الحشيش وغيره من المواد المخدرة حرام شرعًا، ليس فقط لأنه يؤدي إلى تغييب الإدراك أو تعطيل العقل كما في الخمر، بل لأنه يُفسد البدن، ويُضعف الوعي، ويُدمّر الصحة النفسية والجسدية، ويقود إلى المهالك، وهو ما يُجمع عليه العلماء، وتؤكده دار الإفتاء المصرية في أكثر من موضع وفتوى رسمية موثقة.

 

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]

وقال رسول الله ﷺ: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام" [رواه مسلم].

 

وهذا يشمل كل ما يُذهب العقل أو يُعطّله أو يُفسده، سواء كان مشروبًا أو مستنشقًا أو مخدّرًا أو محقونًا.

 

كما تؤكد وزارة الأوقاف أن الحشيش ليس "مادة خفيفة" كما يُشاع أو يُروَّج له في بعض التصريحات، بل هو من أشد المواد خطرًا على الصحة العامة، ويسبب اضطرابًا إدراكيًا وهلاوس سمعية وبصرية، ويؤدي إلى خلل في التوازن العصبي، وضعف في التركيز، وضمور في خلايا المخ، وتليّف في الرئة، بحسب ما تؤكده الجهات الطبية والرسمية المختصة.

 

وتشير بيانات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي إلى أن الحشيش مسؤول عن نسب مرتفعة من حوادث الطرق، كما أن أكثر من 50% من طالبي العلاج من الإدمان عبر الخط الساخن (16023) يعانون من إدمانه، ما يوضح مدى خطورته وانتشاره بين الشباب.

 

وعليه، فإن الوزارة تُحذر من الترويج لأي أقوال أو آراء فردية تُنسب إلى الدين زورًا، وتُستخدم كذريعة لتبرير سلوكيات مرفوضة شرعًا وقانونًا وأخلاقيًا، خصوصًا في ظل معركة قومية تخوضها الدولة بأجهزتها كافة ضد الإدمان.

 

ونداؤنا لكل أسرة مصرية، ولكل شاب وفتاة: تمسكوا بثوابت الدين، وميزوا بين الحق والباطل، ولا تتركوا الساحة مفتوحة أمام دعاوى تفتح أبواب الضياع.نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل شر، وأن يرزقهم البصيرة والهدى، ويعيننا جميعًا على حماية مجتمعنا من آفة المخدرات بكل صورها.

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة