الصحة ترد على شائعات إهمال طفل في معهد ناصر: الحالة معقدة وتلقى رعاية كاملة

نفى حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإخبارية بشأن تعرض طفل يبلغ من العمر 4 سنوات للإهمال الطبي داخل مستشفى معهد ناصر، مؤكدًا أن الوزارة ملتزمة بتقديم المعلومات بدقة وشفافية، استنادًا إلى السجلات الطبية الرسمية.

بداية القصة: حالة معقدة منذ ديسمبر 2024

أوضح عبدالغفار أن الطفل كان قد وصل إلى مستشفى معهد ناصر بتاريخ 24 ديسمبر 2024، وهو في حالة وعي غير مكتملة، ويعاني من أعراض تشير إلى التهاب في صمام الدماغ، نتيجة إصابة سابقة بعد سقوطه من الطابق الثالث، تسببت في تلف شديد بنسيج المخ، وعُولج حينها عبر جراحة لتركيب صمام مخي بريتوني، وخرج دون القدرة على المشي أو الكلام.

تدخل جراحي عاجل ومنع التلوث

عند وصوله لمعهد ناصر، كشف الفحص الطبي أن القسطرة البريتونية مكشوفة بالبطن، ما استدعى تدخلًا جراحيًا عاجلًا لاستخراجها وربطها بنظام مغلق لتجنب التلوث.

وأكدت تحاليل السائل النخاعي وجود عدوى فطرية شديدة، فتم صرف 30 جرعة من دواء نادر مضاد للفطريات، مع إخضاع الطفل لمتابعة طبية مكثفة.

تحسن مؤقت ثم تدهور مجددًا في يونيو

وأشار المتحدث إلى أن نتائج مزارع السائل النخاعي في 4 مارس 2025 أكدت خلوه من العدوى، فتم إعادة تركيب صمام جديد ونقل الطفل إلى رعاية الأطفال، حيث تحسنت حالته تدريجيًا وغادر المستشفى يوم 11 مارس.

لكن خلال المتابعة الخارجية، ظهرت آلام بالبطن وتجمعات عند الجروح، ما تطلب إعادة حجز الطفل يوم 5 يونيو. وتم خلال ذلك استخراج القسطرة وأخذ عينات للتأكد من خلوها من العدوى.

ظهور عدوى جديدة وبداية علاج مكثف

مع استمرار المتابعة، لوحظ ارتفاع في درجة الحرارة، وأظهرت التحاليل وجود عدوى ببكتيريا E.coli في السائل النخاعي.

فتم تحويل الطفل إلى غرفة عزل على الفور، مع تعديل الخطة العلاجية بناءً على نتائج التحاليل لضمان الاستجابة الفعالة للعلاج.

الصحة تنفي الإصابة بالتهاب سحائي

شدد عبدالغفار على أن الطفل لا يعاني من التهاب سحائي كما تم تداوله، بل يعاني من التهاب بطينات المخ، وهو ما يتطلب علاجًا مكثفًا ومراقبة دقيقة.

صعوبة إيجاد أوردة: مشكلة طبية شائعة

أوضح المتحدث أن الفريق الطبي يواجه صعوبة في إيجاد أوردة مناسبة للحقن، وهي مشكلة شائعة في الحالات المماثلة للأطفال، نظرًا لصغر حجم الأوردة وكثرة مرات الحقن، مما يستدعي أحيانًا تركيب قسطرة مركزية واستبدالها بشكل دوري.

السياق الطبي الكامل للحالة

استعرضت الوزارة السياق الطبي الكامل لحالة الطفل، حيث تعرض لسلسلة من الإجراءات العلاجية المعقدة، بدأت منذ سقوطه من الطابق الثالث وحتى إعادة تركيب الصمام المخي عدة مرات في أكثر من مستشفى، مما يجعل حالته واحدة من الحالات الطبية الدقيقة والمعقدة التي تتطلب تدخلًا متواصلًا.

الوزارة تؤكد: لا تهاون في الرعاية الطبية

أكدت وزارة الصحة أن الرعاية المقدمة للطفل في معهد ناصر كانت على أعلى مستوى، مع التعامل الفوري مع كل تطور في حالته الصحية، لافتة إلى أن المزاعم المتداولة لا تعكس حقيقة الموقف الطبي، داعية إلى تحرّي الدقة قبل نشر معلومات تمس سمعة المؤسسات الصحية.

يمين الصفحة
شمال الصفحة