
التواصل مع الأطفال ليس مجرد كلمات عابرة أو أوامر متكررة، بل هو فن حقيقي يتطلّب وعيًا وصبرًا ومهارة تُكتسب مع الوقت، فالكثير من الآباء يظنون أن رفع الصوت أو الإلحاح هو أقصر الطرق ليستمع الطفل، لكن التجربة والدراسات التربوية تؤكد أن الأمر عكس ذلك تمامًا فالأطفال مثل الكبار، يحتاجون إلى أن يشعروا بالاحترام، وأن تصلهم رسائل واضحة وصادقة تساعدهم على فهم المطلوب دون ارتباك أو خوف.
وفيما يلي خمس طرق بسيطة لكنها فعّالة تساعدك على كسب إصغاء طفلك بطريقة راقية:
1. اطلب ما تريد بوضوح
بدلًا من استخدام عبارات المنع مثل "لا تفعل" أو "توقف فورًا"، حاول أن توجه تعليمات إيجابية توضّح السلوك المطلوب:
لا تقل: "لا تأكل في غرفة المعيشة".
قل: "من فضلك تناول طعامك على طاولة المطبخ".
لا تقل: "لا تدخل الغرفة".
قل: "ابقَ في الممر لأن أختك تحتاج إلى خصوصيتها".
بهذا الأسلوب، أنت لا تمنع السلوك فقط، بل ترسم لطفلك الطريق الصحيح.
2. استخدم لغة محددة وواضحة
الأطفال لا يستجيبون بسهولة للكلام الغامض أو العبارات الفضفاضة.
بدلاً من قول: "سأقرأ لك لاحقًا"، اجعلها محددة: "سأقرأ لك بعد أن أنهي طيّ الغسيل".
وبدلاً من "افعل شيئًا في الخارج"، وضّح: "يمكنك ركوب الدراجة أو استخدام الطباشير أو اللعب على الأرجوحة".
الوضوح يمنح الطفل إحساسًا بالأمان ويزيد من احتمالية استجابته.
3. غيّر من لغة "أنت" إلى لغة "أنا"
تجنّب اتهام الطفل مباشرة بعبارات مثل: "أنت فوضوي" أو "أنت مزعج"، لأنها قد تجرح مشاعره وتدفعه للدفاع عن نفسه.
استخدم بدلاً منها لغة "أنا" لتوضيح أثر سلوكه عليك:
"أحتاج أن تلتقط الألعاب لأنني تأذيت عندما دستُ على قطعة منها".
"لا أشعر بالرغبة في اللعب الآن لأني متعب".
بهذا يتعلم الطفل تحمّل المسؤولية وفهم عواقب أفعاله.
4. اجعل التواصل طريقًا ذا اتجاهين
التواصل مع الطفل لا يجب أن يكون أوامر فقط، بل حوارًا متبادلًا.
منح الطفل مساحة للتعبير عن رأيه يعزز ثقته بنفسه ويجعله أكثر استعدادًا للاستماع لك.
هذا الحوار المتوازن يعلّمه مهارات تواصل قوية تنعكس لاحقًا على حياته المدرسية، صداقاته، وحتى مستقبله المهني.
5. استخدم الكلمات اللطيفة دائمًا
الكلمات اللطيفة لا تكلف شيئًا لكنها تحدث فرقًا هائلًا في نفسية الطفل.
يكفي أن تقول:
"أعجبني تعاونك مع أخيك".
"ساعدتني كثيرًا بترتيب الغرفة".
"أنا أحبك".
هذه الرسائل البسيطة تعزز إحساسه بالأمان وتوطّد علاقتك به.