كسوف الشمس
أكد الدكتور محمد الصادق، الباحث في معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن عام 2025 يُعد من أكثر الأعوام تميزًا وإثارة لعشاق الفلك، لما شهده من ظواهر كونية نادرة ومتنوعة، شملت كسوفات وخسوفات واقترانات كوكبية، إضافة إلى مذنبات وزخّات شهب مبهرة.
وقال الصادق، خلال تصريحات تليفزيونية، إن من أبرز الأحداث الفلكية التي شهدها العام الحالي اكتشاف مذنب جديد يوم 3 يناير 2025 عبر مرصد "ليمون" في ولاية أريزونا الأمريكية، وأُطلق عليه اسم "مذنب ليمون".
وأوضح أن المذنب يُعد من المذنبات الألفية التي تستغرق أكثر من 1350 عامًا لتعود إلى موقعها نفسه، ما يجعله حدثًا فريدًا لن يتكرر في حياة من يشاهده، مشيرًا إلى إمكانية رؤيته بالعين المجردة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي حتى منتصف نوفمبر المقبل.
وأضاف أن العام الحالي شهد أيضًا اكتشاف كواكب جديدة خارج المجموعة الشمسية، تدور حول نجوم بعيدة تُقاس المسافة بينها وبين الأرض بـ"السنة الضوئية".
وأوضح أن أقرب نجم للأرض بعد الشمس هو نجم "العنقاء" (فونيكس)، ويبعد نحو 4 سنوات ضوئية، أي أن الضوء الذي نراه منه اليوم انطلق قبل أربع سنوات، ما يعني أننا نرى ماضي الأجرام السماوية لا حاضرها.
كما أشار إلى الكوكب المكتشف حديثًا على بُعد 20 سنة ضوئية من الأرض، والذي يُعتقد أنه قد يكون صالحًا للحياة، موضحًا أن هذه الفرضية لا تزال قيد البحث ضمن علم الأحياء الفلكي (Astrobiology)، وهو فرع علمي يبحث في إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض.
ولفت الصادق إلى أن مصر تمتلك أكبر مرصد فلكي في الشرق الأوسط، وهو مرصد القطامية الفلكي بالعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرًا إلى أن هناك مشروعًا لإنشاء مرصد حديث في سيناء مزوّد بتقنيات رصد متطورة لمواكبة أحدث التطورات العالمية في دراسة الفضاء.
وختم الباحث حديثه بالإشارة إلى أن الأعوام المقبلة ستحمل أيضًا ظواهر مميزة، موضحًا أن عام 2026 سيشهد عدة كسوفات وخسوفات واقترانات نادرة للكواكب، بينما سيكون الحدث الفلكي الأهم في 2 أغسطس 2027، حيث تشهد مدينة الأقصر كسوفًا كليًا للشمس يُعد من أبرز الظواهر الفلكية في القرن الحالي، ومن المتوقع أن يجذب آلاف الزوار والمهتمين من مختلف دول العالم لمشاهدته من أرض مصر.




