??????????
أسرعت شركات التصنيع لأجهزة التليفزيون الحديثة خطواطها في الآونة الأخيرة لتحقق تجربة ممتعة للمشاهد بتحسين مستويات الدقة والعرض والتباين. فقدمت العرض فائق الدقة 4K، وقدمت تقنية العرض بالمدى الديناميكي العالي HDR وبدأت تبحث مؤخرًا عن تحسين العرض باستخدام معدلات الإطارات العالية HFR وهو اختصار لمصطلح “High Frame Rate”.
جاء مصطلح معدل الإطارات العالية HFR من عصر أجهزة عرض شرائط السليوليد للأفلام السنيمائية وهي تلك الشرائط التي كانت تحمل العديد من الصور ويتم عرضها على شاشة البروجكتور في السينيما وتُعرض تباعًا فيشعر المستخدم أنه يرى صورًا متحركة. ويشير معدل الإطارات إلى عدد الصور الثابتة (الإطارات) التي يتم عرضها على الشاشة في الثانية الواحدة مما يخلق لدى المشاهد خداعًا بصريًا فيشعر بأن الصورة تتحرك. إذا كنت من متابعي صناعة السنيما فستدرك بلا شك أن أغلب أفلام هوليود يتم تصويرها وعرضها بمعدل 25 إطار لكل ثانية (fps). مع وجود بعض الاستثناءات طبعًا، فقد تم تصوير Hobbit trilogy لبيتر جاكسون بمعدل 48 إطار في الثانية)، ويتجه البعض حاليًا لتصوير الأفلام السنيمائية بمعدلات أعلى من ذلك لإثراء تجربة المشاهدة البصرية.
ويُشار حاليًا إلى عرض المحتويات بمعدلات عالية من عدد الإطارات في الثانية باعتبارها ميزة رائعة خصوصًا عند عرض الألعاب والرياضات والحلقات الوثائقية.
ما معنى معدلات الإطارات العالية (HFR)؟
لا يزال مصطلح معدل الإطارات العالية غامض بعض الشيء، ولكنه في الغالب يشير إلى المعدلات التي تزيد عن 25 إطار في الثانية للصور المتحركة و30 إطار في الثانية لكل أنواع المُخرجات الأخرى. ولتوضيح الأمر يمكننا أن نقول أن عين الإنسان تستطيع معالجة 1000 إطار (صورة) في الثانية أو ربما أكثر.
ولذلك عند عرض صور بمعدل 48 إطار في الثانية يمكن للعين المعالجة بعمق أكثر وملاحظة التفاصيل. وتُعد هذه -في صناعة السينيما- ميزةً وعيبًا في نفس الوقت، لأن الصور التي يتم التقاطها بمعدلات إطارات أعلى تبدو غالبًا “زائفة” ربما يرجع ذلك إلى أننا نستطيع رؤية التفاصيل التي تكشف لنا أن الممثلين يقفون على قاعدة مثلاً.
لكن بالتأكيد لن يُعد هذا عيبًا في حالة تصوير الأفلام الوثائقية أو المباريات الرياضية أو النشرات الإخبارية أو الألعاب. ففي تلك الحالات كلما زاد كم المعلومات المرئي كلما كان أفضل.
وتتزايد تدريجيًا حاليًا كم المحتويات المعروضة بمعدلات الإطارات العالية ولكن بمعدل بطيء، كما بدأت شركات أجهزة التليفزيون في إعداد أجهزة قادرة على معالجة هذه المحتويات.
معدل الإطارات أم معدل التجديد؟
قد يختلط مفهوم “معدل الإطارات” مع “معدل التجديد”، فعدد الإطارات لكل ثانية يشير غالبًا لعدد الإطارات التي تظهر على الشاشة في الثانية الواحدة بينما معدل التجديد والذي يُقاس بوحدة الهرتز فيشير إلى أي تغيير يظهر على الشاشة والهرتز (وهو وحدة التردد لتجديد التليفزيون).
وتدعم الشاشات ذات النوع أوليد OLED مثلاً معدل تجديد يصل إلى 2200 هرتز.
يمكننا أن نلاحظ تفاوت كبير فشركات التصنيع مثلاً مثل باناسونيك تزعم أن أجهزة التليفزيون التي تقدمها تتميز بمعدل تجديد 2200 هرتز، ولكنها لا تزال تدعم فقط 120 إطار في الثانية.
ليست باناسونيك الشركة الوحيدة التي تقدم معدل الإطارات العالي 120 إطار في الثانية في السوق هذا العام. فشاشة أوليد التي تقدمها شركة إل جي أيضًا تدعم نفس المعدل وربما تتبعهما شركتا سامسونج وسوني في العام القادم.
ولكن قدرة أجهزة التليفزيون على دعم معدل الإطارات في الثانية التي تصل إلى 120 لا يُعني أن هذا هو ما يشاهده المستخدم بالفعل.
كيف يمكنني مشاهدة محتويات معروضة بتقنية معدلات الإطارات العالية HFR؟
يمكننا القول إن الخيارات محدودة جدًا. ومنها مشغلات بلوراي 4K HDR والتي تعرض بمعدل 60 إطار في الثانية (وهو معدل عالي ولكنه لا يُعد تغييرًا كبيرًا). ويمكن أيضًا لبلاي ستيشن 4 برو وإكس بوكس وان إكس عرض المحتويات بمعدل 60 إطار في الثانية، كما يمكن لإكس بوكس وان إكس عرض محتويات بمعدل 120 إطار في الثانية ولكن ذلك لمحتويات محدودة فقط.
يُذكر أن كابلات HDMI التقليدية لا تستطيع التعامل مع محتويات HFR، لذا ستحتاج إلى شراء كابل HDMI 2.1 (أو كابل HDMI بريميم عالي السرعة). وما يزيد الأمر تعقيدًا أنه ليست كل أجهزة التليفزيون التي تدعم معدلات الإطارات العالية HFR متوافقة للعمل بكابلات HDMI 2.1.
الحل الوحيد حاليًا لمشاهدة محتويات بمعدل العرض 120 إطار في الثانية على شاشة التليفزيون هو تنزيل المحتويات على وحدة USB أو استخدام جهاز ألعاب يقوم بزيادة معدل الإطارات، ولكنه في المقابل يقلل من مستوى الوضوح من 4K إلى 1080P.
يبدو أننا في مرحلة مبكرة وأن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى نشهد تطبيق هذه التقنية في الأجيال القادمة من أجهزة التليفزيون وأجهزة الألعاب. وحتى ذلك الوقت لا ينصح المتخصصون بشراء تليفزيون على أساس دعمه لمحتويات HFR لأنه ربما يكون من الصعب الاستفادة بهذه الميزة.