
اعتادت المرأة المصرية إبراز جمالها الأنثوي وإضافة لمسات جمالية إلى طبيعتها الشرقية بوضع مساحيق تجميل وعطور "ولدت" جميعها على ضفاف نهر النيل منذ عصور سحيقة، وتركت بصمات ملموسة في حضارة مصر ونقلتها إلى حضارات أخرى بعد أن أثبتت قدرتها على التفاعل مع بيئتها شديدة الحرارة وابتكرت وسائل العناية بالبشرة وحماية الجسم وتعطيره.
عرفت مصر في عصور بالغة القدم فن صناعة مساحيق التجميل، وأظهرت الاكتشافات والنقوش الموجودة على جدران المقابر والمعابد استعمال مستخلصات نباتية ودهانات وزيوت عطرية تعيد للمرأة المصرية رونق ونضارة بشرتها فضلا عن وصفات لنعومة الشعر وحمايته.
وحرصت المرأة المصرية على امتداد عصورها على إبراز جمالها الحسي المتمثل في جمال الوجه ورشاقة الجسم أو بعبارة أدق الجمال الجسدي وعناصره المختلفة، وهو ما جعل بعض العلماء يقسمون هذا الاهتمام إلى ثلاثة أقسام: الملابس، ومستحضرات التجميل وتصفيف الشعر، واستخدام الزيوت العطرية لأغراض تعطير الشعر وترطيب الجسد.
لعبت الظروف المختلفة على مستوى الزمان والمكان دورا كبيرا في "موضة" ملابس المرأة المصرية، كما لعب المركز الاجتماعي دورا في تصاميمها، وكانت الخامة الأساسية المستخدمة هي الكتان الخفيف الذي يبعث برودة في الجسم، ولم تعرف المرأة المصرية الملابس الصوفية، في حين استخدمت القطن مع بداية العصر القبطي.
وتقول العالمة الفرنسية كريستيان ديروش نوبلكور، في دراسة خاصة بعنوان "المرأة في زمن الفراعنة" إنه بفضل اكتشاف بعض التماثيل الصغيرة المصنوعة من العظام والعاج في بعض مقابر أواخر العصر الحجري الحديث "يمكن ملاحظة أنه منذ تلك العصور السحيقة كانت المرأة المصرية تتدثر بما يشبه المعطف الذي تُحلي إحدى كتفيه هُدب من القماش على شكل ثنيات مع تشكيل جسم أنثوي دقيق التكوين".