رأت صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية اليوم السبت أن اندلاع احتجاجات شعبية في إيران، وما تلاها من حملات قمع عنيف؛ وضعت سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إيران على المحك، لاسيما وأن التيار المتشدد هناك أصبح قاب قوسين أو أدنى من تولى مقاليد السلطة في هذا البلد.
وذكرت الصحيفة - في مستهل تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - أن الاحتجاجات بدأت قبل أسبوعين كمظاهرة صغيرة حول نقص المياه في محافظة نائية، غير أنها سارت على خطى الاحتجاجات الإيرانية الأخرى التي اندلعت في السنوات الأخيرة حتى امتدت إلى عدة مدن رئيسية، وبدأت تضم حشودًا كبيرة تطالب بإسقاط النظام الإيراني.
وقالت: يبدو أن ما بدأ منذ منتصف يوليو الجاري بشكل متزايد وكأنه تكرار لما حدث في أعوام 2017 و2018 ومرة ??أخرى في 2019، عندما اندلعت احتجاجات حاشدة تنديدًا بالمصاعب الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود ثم تحولت إلى انتفاضات واسعة النطاق ضد النظام الاستبدادي والديني في البلاد، يتم قمعه بعنف حتى أن السؤال الأبرز حاليا، والذي يلوح في الأفق مع استعداد الرئيس المنتخب الجديد المحسوب على التيار المتشدد إبراهيم رئيسي تولي منصبه رسميًا في غضون أيام، هو ما إذا كانت الموجة الأخيرة من الغضب الشعبي المحلي ستكون كافية لزعزعة أسس النظام الحاكم في إيران؟!
وتعليقا على ذلك، قال بهنام بن طالبلو، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمهتمة بشئون إيران: يجب على النظام أن يقلق في هذه المرحلة، لأن هذا تأكيد لاتجاه مستمر تكون فيه القضايا التي تبدو غير سياسية بسرعة كبيرة بمثابة فرصة للناس للتعبير عن مظالم سياسية واضحة، بما في ذلك المشاعر المعادية للنظام الحاكم.
وخير دليل على ذلك هو ما اشتملت عليه مظاهرات الأسبوع الماضي من شعارات تندد بفشل النظام في تلبية احتياجات عموم الإيرانيين مع إصراره على ضخ مليارات الدولارات في مغامرات خارجية تشمل التمويل وتوفير الأسلحة لوكلائه المتشددين في أماكن مثل لبنان وسوريا والعراق وغزة واليمن.
من جهتها، اعتبرت الصحيفة أن ما يعيشه اليوم الشعب الإيراني هو في حقيقته "مأساة تعكس شكاوى واشنطن الخاصة بشأن النظام، وهي شكاوى سعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى وضعها في صدارة الأسباب،من وراء فرض عقوبات قاسية على النظام في طهران ثم الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015".
وتابعت: أن إدارة بايدن وافقت بشكل عام على هذه الحجة، لكنها جادلت بأن التعامل مع النظام - مع إبقاء البرامج النووية تحت السيطرة - هو طريق أفضل للاستقرار الإقليمي،والآن، أصبحت الإدارة تبذل محاولات واضحة لتجنب المواجهة مع حكام إيران بعدما أصبحت المفاوضات،بشأن إحياء الاتفاق النووي في أكثر مراحلها حساسية، ليلتزم مسئولي إدارة بايدن الصمت إلى حد كبير بشأن موجة الاحتجاجات التي تجتاح إيران حاليًا.
لكن منتقدين يقولون إن واشنطن تضيع فرصة رئيسية للدفاع عن الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط من خلال طمأنة الشعب الإيراني بأن أمريكا تدعم كفاحهم، مما يضع علامات تساؤل حول سياسات الرئيس الجديد عندما يتولى منصبه في طهران //حسبما قالت الصحيفة في ختام تقريرها.