الإفتاء
تساؤلات عديدة يعرضها الناس في الآونة الأخيرة، مع قرب بداية عام 2022، تقول، هل الاحتفال برأس السنة الميلادية بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال كتعليق الزينة حرام شرعًا أم حلال؟ وما حكم تهنئة المسيحيين فيه؟،
وأوضحت دار الإفتاء، أن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به، جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لأنه يتضمن مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتد بها عرفًا وشرعًا، من تذكر نعم الله سبحانه وتعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام.
وأشارت الدار إلى أنَّه قد أقرت الشريعة الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، كما نص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في صلة الرحم وفعل الخير والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام.
ولفتت دار الإفتاء إلى موافقة ذلك للمولد المعجز للمسيح عيسى ابن مريم، عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات، وكلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن المسلمين مأمورون بأن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات تخالف عقائد الإسلام.