أكد مسئولون بمنظمات دولية ضرورة تعزيز برامج الحماية الاجتماعية لمواجهة الجوع والفقر، مشددين على ضرورة اعتماد نظم غذائية أكثر استدامة وتقليل الهدر في الغذاء.
جاء ذلك خلال جلسة عُقدت اليوم الأربعاء بعنوان "الأمن الغذائي في ظل التحديات العالمية" بمشاركة ممثلي منظمات اليونيسيف والفاو وبرنامج الأغذية العالمي وعدد من المشاركين عبر الفيديو كونفرانس، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم الذي تعقد بمدينة شرم الشيخ.
وقال شو دونيو مدير عام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) - في كلمة مسجلة - إن هناك الكثير من التحديات التي تؤثر على نظمنا البيئية ومنها إهدار الطعام، مطالبًا بتحسين السياسات الزراعية من أجل الحفاظ على الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن الشباب يلعبون دورا هاما في صناعة القرار، لذلك قمنا بتمكين الشباب داخل المنظمة، موضحا أن الشباب لديهم حماس كبير للتغيير بجانب استعدادهم لتحمل المسئولية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهته، أوضح ماكسيمو توريرو كبير الخبراء الاقتصاديين بمنظمة (الفاو)، أن أزمة انتشار فيروس كورونا التي اجتاحت العالم كله تسببت في زيادة معدلات نقص الغذاء، حيث لدينا ما بين 720 مليونا إلى 800 مليون شخص يعانون من سوء التغذية، كما أن هناك حوالي 3 مليارات شخص لا يستطيعون الحصول على الغذاء.
وأكد ضرورة تكامل السياسات بين الدول لعلاج مشكلة نقص الغذاء، بجانب تعزيز الصمود الاقتصادي للأكثر ضعفًا، مشيرا إلى ضرورة التعامل مع الفقر من أجل تقليل معدلاته، بجانب تعزيز البيئة الغذائية وتغيير ثقافة المستهلك.. قائلا: "يجب أن يكون لدينا حلول ابتكارية ليكون مستقبل الغذاء أفضل".
وبدوره، أوضح كورين فليشر مدير سلاسل التوريد ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن هناك زيادة بمعدلات الجوع بسبب الصراعات والنزاعات الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأزمة، قائلًا: "علينا القيام بالمزيد من الجهود لحماية الشعوب من الجوع، بجانب الاستثمار في الاقتصادات المحلية ودعم المجتمعات لإنتاج الطعام".
وأكد ضرورة التعاون والتشارك مع الحكومات المحلية حتى تستطيع تعزيز برامج الحياة الاجتماعية، لافتا إلى أن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" شريك معنا في مصر، حيث أن الحكومة المصرية لديها برنامج تكافل يستهدف دعم 11 مليون شخص، منوهًا بأن لدى المنظمة برامج محددة لتمكين الشباب وسنقوم بالتوسع بها لتعزيز مشاركتهم بجميع المجالات.
ومن جانبه، قال جيرمي هوبكينس ممثل منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف) في جنوب السودان، إن هناك الكثير من الأطفال بجميع أنحاء العالم يعانون من التقزم والسمنة بسبب سوء التغذية، مشيرا إلى أن سوء التغذية يكلف الاقتصاديات الكثير، لذلك يجب الاستثمار في هذا الأمر لتوفير نظم غذائية سليمة.
وأجمع المشاركون بالجلسة على تفاقم مشكلة نقص الغذاء في القارة الأفريقية بسبب الحروب والنزاعات والتغير المناخي، مؤكدين ضرورة اعتماد أنظمة غذائية أكثر استدامة، بجانب تحسن أنظمة التغذية الصحية الريفية.
يشار إلى أن النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم انطلقت أول أمس الإثنين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار «العودة معًا»، حيث يستضيف المنتدى نخبة من الشباب من 196 دولة من قارات؛ إفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية وتستمر الفعاليات حتى 13 يناير الجاري.
ومنتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في محافظة جنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وانطلق المنتدى عبر ثلاث نسخ في الأعوام الماضية 2017 و2018 و2019.
ويهدف المنتدى لجمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.