صحيفة بريطانية: الغرب يدرس دعم المقاومة الأوكرانية حال وقوع غزو روسى

كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، عن أن دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بما في ذلك المملكة المتحدة ودول البلطيق، تضغط من أجل دعم عسكري أكثر نشاطًا لأوكرانيا في حال تعرضها لأي غزو روسي، ودعم المقاومة الوطنية على وجه الخصوص.

 

وذكرت الصحيفة- في مستهل تقرير لها، نشرته عبر موقعها الرسمي- أن أعضاء الناتو امتنعوا في السابق عن تقديم دعم عسكري هجومي لأوكرانيا خوفًا من استفزاز روسيا، إلا أن هذا الواقع قد يكون حاليا على وشك التغيير.

 

وأضافت: إن الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قامت بتزويد كييف بالفعل بالتدريب والأسلحة الدفاعية المضادة للدبابات، وكذلك أنظمة صواريخ مضادة للطائرات للمساعدة في ردع أي هجوم روسي محتمل، لكنها تدرس الآن كيفية دعم قوات المقاومة الأوكرانية إذا قررت روسيا المزيد من الغزو أو الاستمرار في ترهيب جارتها، وفقًا لمسئولين غربيين مطلعين على الأمر.

 

ومن بين هؤلاء المسئولين، قال أحدهم، في تصريح خاص للفاينانشيال تايمز: إذا طال الضغط الروسي، فسنحتاج إلى اتباع نهج مختلف تمامًا لما نفعله حتى الآن، وننظر بجدية في كيفية إدارة تلك المواجهة كجزء من عملية دائمة.

 

وتقدر واشنطن أن روسيا حشدت ما بين 150 و190 ألف جندي على طول حدودها مع أوكرانيا، إلى جانب الصواريخ والغطاء الجوي، بما يمكن موسكو من اجتياز 261 ألف فرد نشط في أوكرانيا، لكن المقاومة المدعومة جيدًا ستجعل الاحتلال الروسي باهظ التكلفة، لذا يأمل حلفاء الناتو أن مثل هذا الاحتمال يمكن أن يغير حسابات الرئيس فلاديمير بوتين ضد شن غزو واسع النطاق، حسب قول الصحيفة.

 

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الذي انعقد يوم أمس الأول، إنه من "المصلحة الجماعية للغرب أن تفشل روسيا في النهاية وأن يُنظر إليها على أنها ستفشل إذا شنت غزوًا واسع النطاق، وأن الحرب الخاطفة ستتبعها فترة طويلة وبشعة من الأعمال الانتقامية والمقاومة والتمرد".

 

وكان جونسون قد أجرى محادثات مع نظيريه من لاتفيا وإستونيا، حيث "اتفقوا على مواصلة العمل معًا، لفرض تكلفة كبيرة على روسيا في حال قررت انتهاك سيادة أوكرانيا بشكل أكبر".

 

وقال شخصان مقربان من الكرملين، للفاينانشيال تايمز، إن التكلفة العسكرية للاحتلال أصبحت واضحة بالفعل، لدرجة أن ادعاءات المخابرات الأمريكية والبريطانية بأن غزوًا روسيًا كان وشيكًا ربما كانت دليلًا على "الهستيريا" الغربية.

 

بدوره، قال رسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات، وهو مركز أبحاث دفاعي مقره موسكو، إن روسيا ستلتزم على الأرجح بـ"التصعيد المُدار" في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، والتي دمرها الصراع بين الانفصاليين المدعومين من موسكو والقوات الأوكرانية منذ عام 2014 وضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

 

وأضاف: «لا أؤمن بحملة عسكرية واسعة النطاق، فلم يتضح لي حتى الآن المكاسب التي قد تؤول إلى روسيا، من شن حملة للاستيلاء على الأراضي بخلاف المزيد من المشاكل».

يمين الصفحة
شمال الصفحة