مدير التدريب بوزارة الأوقاف: رسالة الإسلام إنسانية ورحمة وتكافل

قال الدكتور أشرف فهمي، مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، إن رسالة الإسلام رسالة إنسانية وبر ورحمة ورُقِيٍّ، تهدف إلي أن يحيا الناس حياة كريمة في ظل مجتمع متعاون متكافل، علي أساسٍ من المواساة والعطاء والشعور بالآخرين، والبعد عن مظاهر الأنانية والأثرة والجشع، حيث يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم): "مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَي جَنْبِهِ وَهوَ يَعْلَمُ بِهِ".

 

وناشد مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف ـ خلال كلمته الليلة في الحلقة التاسعة من حلقات برنامج "مع الصائمين" الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط بالتعاون مع وزارة الأوقاف، ويتم بثه ونشره علي مواقع الوكالة وسوشيال ميديا "أ ش أ" علي الروابط التي يتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان المبارك، المواطنين كافة إلي التمسك بأخلاق شهر رمضان والخوف من الله تعالي ومراقبته في السر والعلن في مجال من المجالات وفي العبادات والمعاملات، مؤكدا أن المجتمع في حاجة إلي الحفاظ علي السلوكيات والأخلاق التي يتخلق ويتحلي بها العباد علي مدار الشهر الكريم من محبة وتسامح وتقوي مراقبة الله في السر والعلن حتي ينهض المجتمع ونرتقي بالدولة في كافة مناحي الحياة.

 

وأوضح مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أن النبي "صلي الله عليه وسلم" كان يربي أمته علي التكافل المعنوي والمادي، بمعني أن يتضامن الإنسان مع أخيه الإنسان معنويا فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه، لدرجة يظهر معها مظاهر حرصه "صلي الله عليه وسلم" علي ضرورة التمسك بالتكافل وإعانة المحتاجين ومساعدتهم، خاصة في وقت الأزمات التي تمر بها الأفراد والمجتمعات، ضمانا لوحدة الصف وتماسك المجتمع.

 

وأشار إلي أن الإنسان لا يعيش منفردًا منعزلًا عن غيره، ولهذا فإن سعادة الإنسان لا تكتمل إلا في إطار من الألفة والتعاون والتراحم، وهي المعاني الذي يحدثها التمسك بخلق التكافل، هذا الخلق الذي يشعر الاغنياء بقيمتهم ودورهم، ويحفظ للفقراء إنسانيتهم وكرامتهم، كما أنه وفي الوقت نفسه ينعكس إيجابيا علي التكامل في كل مجالات ومناحي الحياة، بما يحقق استقرار المجتمعات وأمنها. قال تعالي {وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي وَلا تَعَاوَنُوا عَلَي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ، مؤكدا أن سيدنا رسول الله يبشر المعطيين ويبشر المتصدقين (مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا اعطه ممسكا تلفا ) كونوا كسيدنا رسول كأنك تعطيه والجود ساحله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتقي الله.

 

وأكد مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أنه بلغ من رقي هذا الدين أنه لم يفرق بين المسنين والضعفاء باختلاف دياناتهم أو أعراقهم في الإكرام والإحسان وطيب المعاملة؛ فهذا سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يري رجلًا مسنًّا من أهل الكتاب يتكفف الناس، فأخذ بيده وذهب به إلي منزله، فأحسن إليه وأعطاه ما يسُدُّ حاجته، ثم أرسل إلي خازن بيت المال فقال له: انظر هذا وضُرباءه - أي: وأمثاله - فو الله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم.

 

وقال مدير عام التدريب بالأوقاف إن أسعد ما يمكن للإنسان أن يرتقي به من خصائص شهر رمضان هو تقوي الله تعالي واللجوء إليه سبحانه بقلوب مؤمنة مطمئنة خاشعة لله تعالي والعمل علي دوام الطاعة وعدم الغش والتدليس، والصلح والمودة والتآلف والتكافل والتعاون فيما بين أفراد المجتمع، مضيفا: هنيئا لكل من استطاع أن يجاهد نفسه بالصوم ، وهنيئا للصائمين والقائمين والركع السجود العابدين المتصدقين المنفقين والمستغفرين بالأسحار، هنيئا لكل من استطاع أن يغير من سلوكياته للأفضل والأحسن.

 

كما أكد أن أعمال الخير ليست مرتبطة بشهر رمضان، بل الأصل فيها الدوام والاستمرار، داعيا المولي عز وجل أن يمن علي عباده بالتقوي والتخلق بأخلاق وسلوكيات رمضان طوال العام.

يمين الصفحة
شمال الصفحة