ماكرون بعد فوزه: الولاية الثانية ستكون «انطلاقة جديدة لرفع التحديات»

ماكرون

ماكرون

قال إيمانويل ماكرون في كلمة ألقاها قرب برج إيفل في باريس مساء الأحد عقب فوزه بولاية رئاسية جديدة بتغلبه على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بـ 58.8 بالمئة من الأصوات مقابل 41.2 حسب تقديرات أولية، إنه سيسخر كل طاقاته خلال الولاية الجديدة "من أجل خدمة بلدنا وشبابنا". وأضاف أمام حشد من أنصاره: "إن الولاية الجديدة لن تكون استمرارا لسابقتها بل انطلاقة جديدة لرفع التحديات، على غرار الدفاع عن البيئة وفرض المساواة بين الرجال والنساء ومن أجل مجتمع أكثر عدالة".

 

فاز إيمانويل ماكرون الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بحصوله 58.8 بالمئة من الأصوات مقابل 41.2 بالمئة لمنافسته مارين لوبان زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وفق نتائج أولية.

 

وعقب الإعلان عن التقديرات الأولية، قال ماكرون في كلمة ألقاها أمام أنصاره قرب برج إيفل في باريس: "شكرا. شكرا لكم من أعماق قلبي. شكرا لفرنسيي الخارج وللذين يسكنون في أقاليم ما وراء البحار".

 

وقد فتحت مكاتب التصويت أبوابها صباح الأحد في جميع أنحاء فرنسا، وبلغت نسبة المشاركة عند الخامسة مساء 63.23 بالمئة أي أقل بنقطتين عن انتخابات 2017 حسب ما أعلنته وزارة الداخلية. فيما وصلت نسبة الامتناع عن التصويت إلى 28.2 بالمئة.

 

وعد إيمانويل ماكرون في كلمته بعد إعلان النتائج الأولية بجعل فرنسا "أكثر استقلالية" وأوروبا "أكثر قوة"، والعمل من أجل "الدفاع عن البيئة" وجعل "فرنسا أكبر دولة بيئية في العالم".

 

وتابع ماكرون: "العديد من الناخبين صوتوا من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف. أريد أن أشكرهم وسأدافع عنهم وعن التزامهم بفكرة الجمهورية وسأحترم الاختلافات السياسية واختلاف الرؤى"، مضيفا: "اليوم لم أعد مرشح لتيار ما، بل رئيس لجميع الفرنسيين. سأجد الحلول لمواجهة الغضب والاختلافات خلال ولايتي الرئاسية الجديدة".

 

وتابع قائلا:" لقد صوتتم لبرنامج طموح إنساني واجتماعي وبيئي في نفس الوقت. أريد أن أدافع عن هذه القضايا بقوة في السنوات القليلة المقبلة. سأعمل من أجل مجتمع أكثر عدالة ومن أجل فرض المساواة بين الرجال والنساء"، منهيا: "المرحلة الجديدة التي ندشنها اليوم لن تكون استمرارية للولاية الرئاسية السابقة، بل ولاية جديدة في خدمة بلدنا فرنسا وشبابها".

 

مارين لوبان: "أشعر بالأمل لأن الشعب يطمح إلى التغيير"

 

وأقرت مارين لوبان بهزيمتها فور إعلان النتائج الأولية، وقالت أمام مناصريها الذين تجمعوا بكثرة وصفقوا لها: "ريح الحرية والتغيير بدأ ينهض في فرنسا. الأفكار التي كنا ندافع عنها وصلت إلى القمة وأصبحت تفرض نفسها في الساحة السياسية الفرنسية"، واصفة النتائج التي حصلت عليها بـ" الرائعة".

 

وأضافت لوبان: "أشكر الملايين الذين صوتوا لصالحي، وعلى وجه الخصوص سكان أقاليم ما وراء البحار الذين وضعوني في طليعة النتائج. ليكن في علمكم أن إرادتنا في الدفاع عن الفرنسيين قد تضاعفت".

 

وتابعت:" في ظل هذا الزحف الانتخابي الذي عرفه حزبنا، أشعر بنوع من الأمل لأن الشعب يطمح إلى التغيير ويطمح أيضا إلى بناء معارضة قوية تدافع عن مصالحه وضد مشروع تمديد سن التقاعد إلى 65 عاما ومن أجل إيقاف الهجرة والفوضى في فرنسا".

 

وبدت لوبان مرتاحة للنتيجة التي حققتها: "سأواصل نضالي السياسي بكل ما أملك من قوة وطاقة لأن اللعبة لم تنته بالكامل بل نطلق الآن معركة الانتخابات التشريعية مع كل الذين يحبون فرنسا بقوة".

 

وأردفت: "النتيجة التي حصلنا عليها في الدورة الثانية تضع حزبنا في وضعية جيدة تسمح له بالفوز بعدة مقاعد في الجمعية الوطنية بالانتخابات التشريعية التي ستنظم في 12 و19 يونيو/حزيران المقبل".

 

كما أكدت لوبان بأنها "لن تتخلى عن الفرنسيين" مهما كانت الصعوبات قبل أن تطلق النشيد الوطني الفرنسي برفقة المناصرين الذين كانوا يتواجدون في القاعة بمقر حزبها.

 

جان لوك ميلنشون: "لا تستسلموا. أدخلوا في المعركة"

 

إلى ذلك، علق جان لوك ميلنشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" (أقصى اليسار)، والذي جاء في المرتبة الثالثة في الدورة الأولى بحصوله على 21.9 بالمئة من الأصوات، على نتائج الانتخابات قائلا:" لقد رفضت فرنسا أن تسند مستقبلها لمارين لوبان. وهذا خبر سار بالنسبة للوحدة الوطنية".

 

بالمقابل، علق على نتيجة إيمانويل ماكرون قائلا: "إيمانويل ماكرون هو الرئيس الذي حصل على أقل نسبة تصويت في حياة الجمهورية الفرنسية الخامسة"، مشيرا أنه (ماكرون) أصبح "يسبح في بحر من المقاطعة الانتخابية وبطاقات التصويت الأبيض".

 

فيما استذكر ميلنشون بعض الوعود التي أطلقها الرئيس "الجديد القديم" خلال حملته الانتخابية، كفرض وظيفة لمدة 20 ساعة أسبوعيا على كل العاطلين عن العمل الذين يتقاضون مساعدات مالية شهرية من قبل الدولة.

 

وخاطب ميلنشون مناصريه قائلا: "لا تستسلموا. أدخلوا في المعركة لأن الديمقراطية يمكن أن تمنح لكم إمكانية تغيير المسار السياسي قريبا". وواصل: "المعركة الثالثة قد بدأت. يمكن أن نبني عالما جديدا في 12 و19 يونيو/حزيران إذا انتخبتم نوابا من الجبهة الجديدة للوحدة الشعبية (هي جبهة تضم الحزب الشيوعي والخضر والحزب الاشتراكي إضافة إلى "فرنسا الأبية").

 

وأنهى: "أطلب منكم في 12 و19 يونيو/حزيران المقبل أن تنتخبوني رئيسا جديدا للحكومة من أجل إطلاق جمهورية فرنسية جديدة".

يمين الصفحة
شمال الصفحة