وزارة السياحة تعلن: التعرف على طبيعة بعض المواد المستخدمة في التحنيط

سقارة

سقارة

نجح فريق العمل من الباحثين من جامعتي Ludwig Maximilian وTübingen بألمانيا، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث بالقاهرة، في التوصل إلى بعض من أسرار عملية التحنيط عند المصري القديم والمواد المستخدمة بها.

 

وأوضح بيان وزارة السياحة والآثار، أن ذلك من خلال تحليل البقايا العضوية التي تم العثور عليها داخل الأواني الفخارية المكتشفة بورشة التحنيط التي اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية الألمانية برئاسة المرحوم الدكتور رمضان بدري، بسقارة عام 2018، ضمن مشروع مقابر العصر الصاوي.

 

وصرح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأنه تم نشر نتائج هذه الأبحاث اليوم الموافق الأول من فبراير 2023، بمجلة Nature العلمية، مشيرًا إلى أن البعثة عثرت خلال أعمالها على أسماء البقايا العضوية المستخدمة خلال عملية التحنيط مكتوبة باللغة المصرية القديمة على سطح الأواني الفخارية، إلى جانب أسماء الأعضاء وأجزاء جسد المتوفي والتي استخدمت بها تلك المواد العضوية أثناء مراحل عملية التحنيط.

 

وقام فريق العمل من المتخصصين والباحثين بدراسة وتحليل البقايا العضوية الموجودة بالأواني المكتشفة من الورشة والتوصل إلى خصائصها الكيمائية في محاولة للوصول لآليات عملية التحنيط وأسرارها في مصر القديمة، عن طريق معرفة المواد التي استخدمها المصري القديم في حفظ الجسد البشري.

 

كما تمكنوا من تحديد كل مادة وفقاً لطبيعة الجزء المستهدف من الجسد، حيث إنه ولأول مرة تجتمع ثلاث معلومات مهمة عن عملية التحنيط في مكان واحد، وهي المادة المستخدمة نفسها واسمها باللغة المصرية القديمة ومكان استخدامها، وهو الأمر الذي جعل معرفة طبيعية المادة أمراً مهما جدا.

 

وشدد "وزيري"، على أهمية هذا الكشف لأنه يساهم بشكل كبير في إعادة قراءة النصوص المألوفة عن التحنيط المصري القديم، وتمكن الفريق وللمرة الأولى بعد مقارنة المواد التي تم تحديدها مع ما هو مكتوب على الأواني من تحديد المادة المناسبة لتحنيط جزء معين من الجسم بدقة.

 

وقد أسفرت الأبحاث والدراسات، إلى أنه تم استيراد عدد من المواد المستخدمة في عملية التحنيط من الخارج مثل منطقة البحر المتوسط، الغابات الاستوائية المطيرة، وجنوب شرق آسيا، مما يؤكد وجود صلات وتواصل بين تلك المناطق في تلك الفترة المبكرة.

 

من جانبها، قالت الدكتورة سوزانا بيك نائب رئيس البعثة، إن الأبحاث أظهرت أن الأواني التي استخدمت في عمليات التحنيط كان مكتوبا عليها أسماء المواد التي كانت تحويها، وكذلك كيفية استخدامها مما ساهم بشكل كبير في معرفة أسماء الكثير من مكونات التحنيط.

 

وأشارت إلى أن تحليل البقايا التي عثر عليها بالأواني تم عزلها جزئياً لتحديد مكوناتها الكيميائية، لافتة إلى أنه على سبيل المثال مادة "عنتيو"، التي استخدمت وجاء ذكرها بكثرة في وصف عمليات التحنيط، كان تتم ترجمتها على أنها مادة الصمغ العطري، إلا أن نتائج الدراسة الحديثة أوضحت أنها عبارة عن خليط من زيت خشب الأرز وزيت العرعر (السرو) ودهون حيوانية.

يمين الصفحة
شمال الصفحة