أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن نحو 5,054 مستوطنًا اقتحموا الأقصى المبارك ودنسوا ساحاته المباركة، وسط تصعيد كبير من قبل منظمات الهيكل وسلطات الاحتلال الصهيونى وأزرعته المختلفة.
وسلّط المرصد الضوء على أبرز محطات الاعتداءات التى شهدتها ساحات الأقصى، والتي كان على رأسها اقتحام 3,430 مستوطنًا خلال احتفالات المستوطنين بعيد "الفصح" -في زيادة تُقدر بنحو 32% مقارنة بالعام الماضي- واقتحام 474 مستوطنًا في يوم الاحتفال بإعلان قيام الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو اليوم الذي منعت فيه قوات الاحتلال رفع أذان العشاء بذريعة احتفال المستوطنين في ساحة البراق الإسلامية المُحتلة. وكالعادة، صاحب هذه الاحتفالات أداء طقوس استفزازية، ورفع علم الاحتلال داخل الأقصى، بقيادة عدد من الحاخامات الصهاينة المتطرفين، كان أبرزهم الحاخام "يسرائيل أرئيل"، رئيس "معهد المعبد"، الذي أدى بعض الطقوس رفقة مستوطنين في الجهة الشرقية من الأقصى.
وأشار المرصد فى تقريره إلى بروز دور منظمات الهيكل في التحريض على اقتحام الأقصى تزامنًا مع ما يُطلقون عليه "عيد الفصح"؛ والذي تمثّل في تقديم طلب لوزير الأمن القومي، "إيتمار بن جفير"، لمنع المسلمين من دخول الأقصى في هذه الفترة، والإعلان عن تقديم مكافآت مالية كبيرة لمن يستطيع إدخال القرابين الصهيونية وذبحها داخل ساحات الأقصى؛ تراوحت ما بين 500 شيكل -نحو 140 دولار أمريكي- إلى 20 ألف شيكل -نحو 5500 دولار أمريكي. وهي خطوة تشبه ما قامت به في العام الماضي، إلا أن المكافآت قد تضاعفت. كما نفذت محاكاة لتقديم تلك القرابين قرب أسوار الأقصى.
ونبّه تقرير المرصد إلى دور سلطات الاحتلال التي أعطت الضوء الأخضر لجنودها من أجل تمكين المستوطنين من اقتحام الأقصى في هذه المناسبة، وإفراغ الأقصى من المعتكفين والمرابطين؛ وكان من نتاج ذلك اقتحام المُصلى القبلي، في ليلة الأربعاء 5 أبريل/ 14 رمضان، وإطلاق قنابل الغاز والصوت داخل المسجد، والاعتداء على المعتكفين بشكل وحشي، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين صفوفهم، إضافة إلى منع الأطقم الطبية من الوصول إليهم، كما اعتقلت أكثر من 400 معتكف من داخل المُصلى القبلي، ودمرت عيادة الأقصى.
وحذّر مرصد الأزهر في تقريره الشهري من إعادة استهداف قوات الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتصعيد العدوان عليه؛ حيث أقدمت على اقتحامه ثلاث مرات يومي 22 و24 من أبريل، وحطمت وصادرت العديد من محتوياته، ويؤكد المرصد أن "باب الرحمة" جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، وأن الاحتلال إنما يسعى من خلال عدوانه إلى فرض تقسيم مكاني داخل الأقصى وتحقيق مطامعه في تحويله إلى كنيس صهيوني؛ في خطوة تمهيدية للاستيلاء على الأقصى بأكلمه.
وفى ختام تقريره، قدّم المرصد التحية للشعب الفلسطيني على رباطه المقدس ودفاعه عن الأقصى المبارك أمام إرهاب الاحتلال الصهيوني، مشددًا على أن النضال الفلسطيني كان ومازال قادرًا على كسر الغطرسة الصهيونية، وإجهاض أوهام الاحتلال ومخططاته الخبيثة، وهو ما ظهر فى إجبار حكومة الاحتلال على اتخاذ قرار بوقف اقتحامات المستوطنين في العشر الأواخر من شهر رمضان ، رغم التوقعات والمطالبات بعدم إغلاقه كما جرت العادة منذ عام 2013م وذلك للتصريحات المتطرفة الصادرة عن وزير الأمن الصهيوني، إيتمار بن جفير، الذي وصف قرار الإغلاق بأنه "خطأ كبير"، وتصريح وزيرة الإعلام الصهيوني، "جاليت ديستال أتبريان"، لصحيفة "هآرتس" أن هناك معارضة شديدة للقرار في معظم مؤسسات الاحتلال ومراكز قوته.
فمن خلال هذا الصمود بعث الفلسطينيون رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أن الأقصى وقف إسلامى خالص، ليس به موطئ قدم لصهيوني واحد؛ وذلك بعدما أمّ الأقصى أكثر 4 ملايين مصل على مدار أيام شهر رمضان، في رقم وصفه مدير عام الأوقاف في القدس، "عزام الخطيب"، بغير المسبوق مقارنة مع السنوات الماضية.