وزير البترول خلال مائدة مستديرة: العالم لا زال في حاجة للوقود الأحفوري والطاقة التقليدية
وزير البترول
ترأس المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، المائدة المستديرة التي نظمها منتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة، بحسب بيان الوزارة اليوم الثلاثاء.
وشارك في المائدة، أسامة مبارز أمين عام المنتدى، ورؤساء وممثلي شركات البترول والطاقة العالمية بمنطقة شرق المتوسط، والشركات المزودة لتقنيات إزالة الكربون بمجال الطاقة، إلى جانب شركات البترول المصرية المنفذة لمشروعات الاستدامة وإزالة الكربون، وقيادات القطاع.
ويأتي ذلك في ظل اهتمام صناعة الغاز والبترول المصرية، بالتعاون الفاعل مع المنظمات والشركات العالمية؛ لخفض الانبعاثات الكربونية، والتوسع في الاستخدام الأنظف للغاز الطبيعي بمرحلة التحول الطاقي.
وتهدف المائدة، إلى مناقشة تنفيذ مخرجات ورشة العمل الموسعة، التي عقدها المنتدى، من أجل الوقوف على سبل تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا، للإسراع بإزالة الكربون بمنطقة شرق المتوسط، واستخدام تكنولوجيا إزالة الكربون بما يواكب توجهات الإنتاج الاستخدام المسئول والمستدام بيئيًا للغاز الطبيعي.
وقال وزير البترول، إن العالم لا زال في حاجة للوقود الأحفوري والطاقة التقليدية، وأمن الطاقة والاكتفاء من مواردها أولوية، وهو ما أظهرته بقوة مشكلة الطاقة التي حدثت العام الماضي، إثر تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، وفي ظل أن الكثير في الدول النامية لازالوا يحتاجون للمزيد من الطاقة من أجل تلبية احتياجاتهم.
وذكر وزير البترول، أن التحديات العالمية أظهرت أيضًا أنه لا يوجد حل واحد يناسب جميع الدول للتحول الطاقي وإزالة الكربون، لذلك من المهم أن تعمل كل دولة على تشكيل مزيج مصادر الطاقة الأنسب لها، مشيرًا إلى أن توفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات خفض الكربون، يمثل ضرورة قصوى كي تتمكن الدول النامية من المضي قدمًا في تنفيذ خطط خفض الانبعاثات.
وأكد "الملا"، أهمية التعاون من أجل إنتاج المزيد من الغاز والبترول لتأمين إمدادات الطاقة، ولكن مع مراعاة استخدام التكنولوجيات للحد من الانبعاثات في مشروعات إنتاجها، لافتًا إلى أن المنتدى يعد النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول والشركات في هذا الإطار.
وشدد "الملا"، على أهمية الحوار مع الشركاء العالميين العاملين في منطقة شرق المتوسط؛ من أجل تعزيز العمل على مواجهة تحديات الاحتباس الحراري، وخفض الكربون في صناعة الغاز الطبيعي، لا سيما وأن مبادرة إزالة الكربون في صناعة الغاز التي تم إطلاقها في مؤتمر المناخ Cop27 بشرم الشيخ تأتي في مقدمة المبادرات التي يعمل منتدى غاز شرق المتوسط على تنفيذها.
من جهته، صرح أمين عام منتدى غاز شرق المتوسط، بأن ورشة العمل الموسعة التي عقدها المنتدى استعرضت عدد من العروض التوضيحية لكفاءة استخدام الطاقة للحد من الانبعاثات، وللتقدم التكنولوجي في مجال جمع والتقاط وتخزين الكربون، مشيرًا إلى أن ورشة العمل أبرزت أهمية التعاون والتكامل بين أطراف الصناعة.
وذكر "مبارز"، أن عملية إزالة الكربون في صناعة الغاز لا تقتصر على التكنولوجيا وحدها، ولكنها تشمل منظومة يتم توظيف التكنولوجيا فيها، فضلًا عن الحوكمة والسياسات والأطر التنظيمية الداعمة لتنفيذ مشروعات إزالة الكربون، مضيفًا: "في ظل الدور الكبير الذي يلعبه الغاز الطبيعي في مرحلة الانتقال الطاقي على مستوى العالم، فإن الهدف الرئيسي للمنتدى وشركائه يتمثل في تحقيق التوازن بين أمن الطاقة وتنفيذ التحول الطاقي؛ من أجل تلافي تكرار أي تحديات سابقة".
وقال: "تبرز أهمية زيادة إمدادات الغاز الطبيعي بشكل مسئول بيئي، وبانبعاثات أقل وتكلفة اقتصادية ملاءمة بما يضمن تحقيق التوازن"، مشيرًا إلى أن المنتدى يعمل بشكل مكثف خلال العامين الأخيرين، كما أطلق مبادرة لإزالة الكربون من صناعة الغاز، ودعمه في وزير البترول المصري، بعد نجاحه في وضع صناعة الغاز على مائدة مؤتمرات المناخ لأول مرة في مؤتمر المناخ الأخير بشرم الشيخ.
وفي سياق متصل، شدد رؤساء الشركات العالمية وخبراء الصناعة، على أن الغاز الطبيعي هو الوقود الانتقالي الأمثل في تلك المرحلة، وسيظل كذلك لفترة طويلة، لافتين إلى أمن الإمدادات يماثل انتقال الطاقة في الأهمية، كما أن تطبيق تكنولوجيا خفض وإزالة واحتجاز الكربون يحتاج إلى عوامل للنجاح أهمها، توافر التمويل والسياسات واللوائح التي تنظم هذه المشروعات وخفض التكلفة الاقتصادية، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية الناقلة ومواقع لإقامتها على المستوى الإقليمي.
وأكد المشاركون، أهمية التعاون بين الدول وجمع الأطراف المعنية من حكومات وشركات عالمية وواضعي الاستراتيجيات وشركات الخدمات وصانعي القرار والسياسات، لدراسة ووضع إطار تنظيمي لكيفية تنفيذ هذه المشروعات على أرض الواقع.
وناشد المشاركون، بالاهتمام بتوفير تكنولوجيا خفض وإزالة الكربون في مشروعات الإنتاج، لا سيما تطبيق وسائل كفاءة الطاقة، واستخدام الرقمنة التي تساهم بدورها في خفض الانبعاثات، مؤكدين دور مصر الريادي في منتدى غاز شرق المتوسط لتحقيق التعاون، وطرح المبادرات التي تنادى بخفض الانبعاثات ودعم الأبحاث.
كما شدد المشاركون، على أن الدول المتقدمة يتحتم عليها متابعة دورها والتزامها تجاه الدول النامية، بإتاحة تكنولوجيا إزالة الكربون، وتوفير الدعم المالي والتدريب الكافي لتنفيذ المشروعات، موضحين أن الفائدة ستعود على الجميع.
ضمت المائدة المستديرة رؤساء ومسئولي شركات شيفرون وشل وأباتشي ووورلي وبيكرهيوز وهاليبرتون وسايبم وفينترسال ديا وإكسون موبيل وSLB وانرجين وهيلينك بتروليم، والرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم سوق الغاز الطبيعي بمصر، ورؤساء ومسئولي هيئة البترول، وإيجاس وبتروجيت وانبي والقابضة للبتروكيماويات.
يذكر أن ورشة عمل منتدى غاز شرق المتوسط، عقدت فعالياتها تحت عنوان "الاستفادة من التكنولوجيا للإسراع بتحقيق مستقبل خال من الكربون لشرق المتوسط"، وشارك فيها مسئولون من الدول الأعضاء بالمكتب التنفيذي للمنتدى، واللجنتين الاستشاريتين لصناعة الغاز، وأجهزته التنظيمية بالمنتدى، وكبرى الشركات العالمية للطاقة والغاز الطبيعي العاملة بمنطقة شرق المتوسط، والشركات العالمية المزودة لتقنيات إزالة الكربون بمجال الطاقة، ومؤسسات التمويل الدولية.