مفتى الجمهورية
التعاون الدولي لدعم اندماج المسلمين
وخلال اللقاء، استعرض فضيلة المفتي تاريخ دار الإفتاء المصرية ومنظومة العمل داخل إدارتها المختلفة، مؤكدًا على أهمية التعاون الدولي لدعم اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الغربية التي يعيشون فيها.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية أصدرت موسوعة فتاوى تضم ألف سؤال باللغة الفرنسية والإنجليزية والألمانية، وجاري ترجمتها إلى اللغة الإسبانية، موضحا أن هذه الأسئلة وردت من فرنسا والدول التي تتحدث اللغة الفرنسية، وقد تم إعدادها مع مراعاة خصوصية وعادات هذه المجتمعات.
وأكد فضيلة المفتي على أن الإسلام ترك مساحة كبيرة لاحترام عادات الناس وتقاليدهم ما دامت لا تتعارض مع أصول الإسلام، مشيرا إلى أنه لذلك "علينا كمفتين مراعاة السياقات والبيئات المختلفة عند إصدار الفتاوى والأحكام وفقًا لهذه الأوضاع الخاصة".
في السياق ذاته أوضح مفتي الجمهورية عناية دار الإفتاء بمسألة التدريب والتأهيل مشيرا إلى عقدها مؤتمرًا عالميًا بعنوان "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة"، عام 2016، حيث حضر المؤتمر وفود من أكثر من 80 دولة حول العالم، بهدف مناقشة سبل تأهيل أئمة المساجد في الدول الغربية ليكونوا قادرين على فهم الإسلام بشكل صحيح، ومواجهة التحديات التي تواجه الجاليات المسلمة في تلك الدول، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمعات الغربية دون التخلي عن هويتهم الإسلامية، وكذلك التصدي للفكر المتطرف والإرهاب.
مبادرات ومشروعات دار الإفتاء
كما تحدث عن مبادرات ومشروعات دار الإفتاء لتجديد الخطاب الديني الموجه للمسلمين في الغرب، بما في ذلك الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تضم الآن 94 دولة من مختلف دول العالم، وهي كيان افتائي يهدف إلى التعاون والتنسيق مع الدول مع الحفاظ على خصوصية المجتمعات.
كذلك تحدث عن تطبيق "فتوى برو" وهو تطبيق إلكتروني متعدد اللغات تم إطلاقه من قبل دار الإفتاء المصرية، بهدف تقديم الفتاوى الشرعية الصحيحة المعتدلة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على الجاليات المسلمة في الدول الغربية، كما تطرق للحديث عن الدليل المرجعي لمواجهة التطرف، وهو إصدار ضخم أعدته دار الإفتاء المصرية، يهدف إلى تقديم رؤية شاملة لمفهوم التطرف وأسبابه وصوره، ووضع استراتيجيات فعالة لمواجهته على المستويات الفكرية والاجتماعية والثقافية.
وفى نهاية اللقاء أعرب فضيلة المفتي عن استعداد دار الإفتاء المصرية لكافة أشكال التعاون والحوار من أجل مساعدة المسلمين في فرنسا على الاندماج الفعال والإيجابي في مجتمعهم الفرنسي.
من جانبه، أعرب السيد إريك شوفالييه، سفير فرنسا في القاهرة عن سعادته بهذا اللقاء الأول له مع فضيلة المفتي التي سمحت له بالتعرف عن قرب بدور ومهام دار الإفتاء.