
في خطوة استراتيجية لتقليل اعتمادها على الصين وتفادي تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية، كشفت تقارير عالمية – نقلًا عن وكالة "رويترز" – أن شركة آبل قامت بنقل 600 طن من هواتف آيفون، ما يعادل حوالي 1.5 مليون جهاز، إلى الولايات المتحدة من الهند، وذلك ضمن خطة طارئة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الإجراءات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا.
تحركات سريعة لحماية السوق الأمريكي
تأتي هذه الخطوة في إطار سعي آبل لتأمين مخزون كافٍ من أجهزة آيفون في السوق الأمريكية، والتي تعد من أكبر الأسواق الاستهلاكية لمنتجات الشركة.
وتُعد هذه التحركات بمثابة محاولة استباقية لحماية سلسلة التوريد من تداعيات الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على الصين، والتي وصلت إلى 145% في ظل تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين.
ضغوط على الهند لتسريع الشحن
وبحسب التقرير، قامت آبل بممارسة ضغوط على السلطات في مطار تشيناي بولاية تاميل نادو الهندية، لتقليص مدة إنهاء الإجراءات الجمركية من 30 ساعة إلى 6 ساعات فقط، وذلك لضمان شحن الهواتف بسرعة وكفاءة إلى الولايات المتحدة.
تغيير خارطة الإنتاج: الهند بديل الصين
تشير تقديرات صادرة عن شركة "كاونتربوينت ريسيرش" إلى أن نحو 20% من واردات آيفون إلى السوق الأمريكية أصبحت تأتي الآن من الهند، في حين ما تزال النسبة الأكبر تأتي من الصين، المركز التقليدي لتجميع هواتف آبل.
ويتوقع خبراء أن تؤدي الرسوم المرتفعة على المنتجات الصينية إلى زيادة كبيرة في أسعار هواتف آيفون، خاصة أن شركة آبل تبيع أكثر من 220 مليون جهاز سنويًا حول العالم، ما يجعل أي تغيّر في سلاسل الإمداد يؤثر مباشرة على المستهلك النهائي.
تحديات جديدة في ظل الحرب التجارية
وتحذّر أوساط تقنية من أن استمرار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم سيؤدي إلى تحولات جوهرية في مراكز التصنيع والتصدير، ما يُجبر الشركات الكبرى مثل آبل على إعادة رسم خريطة التصنيع العالمية بشكل يتناسب مع الواقع السياسي والاقتصادي الجديد.
التحركات الأخيرة لآبل قد تكون بداية تحول طويل الأمد في مركز ثقل تصنيع التكنولوجيا العالمية، وسط ضغوط جمركية متزايدة وحاجة الشركات لضمان الاستقرار في سلاسل التوريد