تحلل البشرة السُمي: حالة نادرة تُعالج بنجاح في مستشفى حورس بالأقصر

نجح فريق طبي متخصص في مستشفى حورس بالأقصر في إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 12 عامًا كان يعاني من تحلل البشرة السُمي، وهي حالة جلدية نادرة وخطرة تؤثر على مريض واحد من بين كل مليون سنويًا. نسبة الوفيات المرتبطة بهذه الحالة تتراوح بين 10% و70%، حسب شدة الحالة.

طفل في حالة حرجة: أكثر من 40% من الجلد مصابًا

عرفة الهواري، مدير القطاع العلاجي بفرع هيئة الرعاية الصحية في محافظة الأقصر، أوضح في مداخلة ببرنامج "هذا الصباح" على قناة "إكسترا نيوز"، أن الطفل وصل إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث تجاوزت مساحة الجلد المصاب أكثر من 40% من جسمه، إلى جانب إصابات في العين ومجرى التنفس.

وأشار الهواري إلى أنه تم تشكيل فريق طبي متعدد التخصصات لمعالجة الحالة فورًا، بما في ذلك الرعاية المركزة للأطفال، التجميل، الجلدية، التغذية العلاجية، العلاج الطبيعي، بالإضافة إلى فريق تمريض مدرّب على أعلى مستوى.

نجاح العلاج: تعافي الطفل بنسبة 100%

أكد عرفة الهواري أن الفريق الطبي التزم بأحدث الأدلة الإرشادية العالمية في تشخيص وعلاج الحالة، ما أسفر عن تعافي الطفل بنسبة 100% دون حدوث مضاعفات طويلة الأمد. استغرقت رحلة العلاج أكثر من شهر، حيث تم تحسين حالة الطفل بشكل كامل.

الأسباب والأعراض: رد فعل تحسسي للأدوية والعدوى

أوضح الهواري أن تحلل البشرة السُمي هو في الأساس رد فعل تحسسي شديد لبعض الأدوية، وخاصة المضادات الحيوية مثل أدوية "السلفا". كما قد ينتج المرض أيضًا عن أنواع معينة من العدوى.

أعراض المرض تظهر بشكل مفاجئ، دون مؤشرات سابقة أو إمكانية للتنبؤ به. وتبدأ الأعراض بـ احمرار شديد في الجلد، ثم تظهر بثور وفقاعات، مما يجعل المريض يبدو وكأنه مصاب بحروق تغطي نسبة كبيرة من جسمه.

أهمية التشخيص المبكر والتدخل السريع

شدد الهواري على أهمية التشخيص المبكر وضرورة التدخل العلاجي السريع. وأضاف أن الامتناع عن تناول الدواء المسبب للحالة فورًا قد يكون عاملًا حاسمًا في إنقاذ حياة المريض والحد من المضاعفات.

التحذير من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية

أكد عرفة الهواري ضرورة الحد من استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية. حذر من أن الإفراط في استخدامها بشكل عشوائي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك حالات التحسس الجلدي الشديد.

ودعا المواطنين إلى عدم شراء المضادات الحيوية مباشرة من الصيدليات دون وصفة طبية، وأكد على ضرورة الاعتماد على المنشآت الصحية المرخصة فقط للحصول على الأدوية.