السد الأثيوبي
أكد المهندس محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، أن إثيوبيا «لا تزال تتصرف بشكل عشوائي» في إدارة وتشغيل سد النهضة على النيل الأزرق، دون أي تنسيق أو تشاور مع دولتي المصب، مصر والسودان.
وأضاف غانم، خلال تصريحات تلفزيونية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» على قناة صدى البلد مساء السبت، أن هذه الإدارة العشوائية تؤثر سلبًا على مجرى وهيدرولوجيا النهر بشكل كامل. وأوضح أن الممارسات المتعارف عليها في السدود المخصصة لتوليد الكهرباء تتمثل في تخزين المياه وصرفها تدريجيًا على مدار العام، إلا أن ما يحدث في سد النهضة حاليًا يُعد «عشوائيًا بالكامل».
وأشار إلى أن الجانب الإثيوبي يقوم بإغلاق مفيض الطوارئ لرفع منسوب مياه البحيرة، ثم يصرفها بشكل مفاجئ، قبل أن يعيد إغلاق المفيض مرة أخرى بشكل عشوائي، مؤكدًا أن هذه التصرفات تؤثر بشكل مباشر على السدود السودانية نظرًا لقربها من الحدود ومحدودية قدرتها التخزينية، مع غياب أي خطة علمية لإدارة وتشغيل السد من الجانب الإثيوبي.
وتابع غانم: «لا توجد دولة تدير سدودها بهذه الطريقة؛ تخزن المياه ثم تصرفها بعد أيام، ثم تعيد التخزين مرة أخرى دون هدف واضح، وهذه إجراءات عشوائية بالكامل من الجانب الإثيوبي، ونريد أن تصل هذه الرسالة للعالم كله».
كما طمأن المواطنين مؤكّدًا أن الدولة المصرية ووزارة الري «تتابع كل ما يحدث في أعالي النيل من إجراءات تخزين وإطلاق عشوائي للمياه، وهي جاهزة تمامًا لمواجهة أي تداعيات»، داعيًا المواطنين للثقة في الدولة ووزارة الري.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الموارد المائية والري فتح مفيض توشكى لتصريف جزء من المياه الزائدة القادمة من السد الإثيوبي، موضحة أن هذا الإجراء يأتي نتيجة لتصرفات إثيوبيا الأحادية وغياب الضوابط الفنية والعلمية في تشغيل السد، وهو ما يُعرّض مجرى النيل لتقلبات غير مأمونة النتائج، ويؤكد خطورة استمرار الإدارة الأحادية للسد وتهديدها لحقوق ومصالح دولتي المصب.




