استهجنت منظمة التحرير الفلسطينية والحركات والفصائل الفلسطينية مسلسل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل، والتي كان آخرها قتل وإعدام 3 مواطنين بدم بارد في الضفة الغربية بما فيها القدس، في مخالفة صريحة ومتعمدة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور حنان عشراوي، في بيان صدر عن مكتبها باسم اللجنة التنفيذية، إلى الوحشية والهمجية الإسرائيلية في سلوكها وممارساتها وقالت إن هذا الإمعان في الإعدامات الميدانية والقتل المتعمد والعقوبات الجماعية ومواصلة الإرهاب الإسرائيلي المنظم يعكس استهتارا واضحا من قبل حكومة التطرف الإسرائيلية بالعالم أجمع وبمؤسساته وهيئاته الدولية، كما أنه دليل آخر على استنادها إلى الحصانة والاستثنائية التي تتمتع بها وعدم إقدام المجتمع الدولي على إخضاعها للمحاسبة والمساءلة.
ولفتت عشراوي إلى أن هذه الجرائم تؤكد مطلبنا بتوفير الحماية الدولية العاجلة لأبناء شعبنا الأعزل، ومحاسبة ومساءلة إسرائيل على انتهاكاتها بشكل جاد وفاعل.
وأضافت أن إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة وذات سيادة على أرضي العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الجذري لوقف هذه الجرائم وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
من جانبها، قالت حركة "فتح" إن الاحتلال يواصل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني بدم بارد.
وأضاف المتحدث باسم حركة فتح عاطف أبو سيف أن عمليات القتل بدم بارد والاعتقالات والمداهمات التي يقوم بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية لن تنال من عزيمة الشعب ولا إصراره على مواصلة الطريق نحو الحرية والاستقلال وتحرير الأرض.
وتعليقا على عمليات الاغتيالات في الضفة الغربية ليلة أمس والاعتقالات التي قام بها جيش الاحتلال، أشار إلى أن الشعب الفلسطيني المعطاء لا ترهبه جرائم الاحتلال ولا بطشه.
وقال : "نحن بأمس الحاجة لاستعادة وحدتنا الوطنية في هذه اللحظات العصيبة حتى نكون أكثر مقدرة على مواصلة الطريق والتصدي لسياسات دولة الاحتلال".
من جهتها، أكدت حركة "حماس" أن دماء أشرف نعالوة وصالح البرغوثي (اللذين استشهدا اليوم وليلة أمس) لن تضيع وأنها مع الفصائل ستواصل مقاومتها لتأثر لدماء الشهداء حتى تحرير الأرض والانسان.
وأكدت "حماس" أن جذوة المقاومة في الضفة لم ولن تنطفئ حتى يندحر الاحتلال عن كامل الأرض، ونستعيد حقوقنا كاملة غير منقوصة، وأن خيار الشعب الفلسطيني هو المقاومة، وبها ندحر الاحتلال ونحرر الأرض والمقدسات.
وشددت "حماس" على أن الضفة المحتلة ستبقى عصية على الكسر، وأن اغتيالات الاحتلال الجبانة لن تثنينا عن حمل البندقية ومواصلة المقاومة، فقد عرف الشعب خياره بالتحدي، ولن يحيد أو يتراجع مهما كلف ذلك من ثمن.
أما حركة الجهاد الاسلامي، فقالت إن دماء أشرف نعالوة وصالح البرغوثي أمانة في أعناقنا وفي عنق كل حر يأبى الخنوع والاستسلام.
وأكدت الجهاد أن المقاومة نهج متواصل، وستبقى جذوة المقاومة متقدة في الدفاع عن الأرض والشعب والمقدسات، داعية جماهير الشعب في كل مكان، إلى تصعيد المواجهات وإعلان الغضب في وجه الاحتلال.
من جانبها، قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" اليوم الخميس إن دماء الشهيدين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي تقصر عمر الاحتلال ومشاعل تنير درب المقاومة والنضال، داعية إلى الالتزام بالإضراب حدادا على أرواح الشهداء وتحويل يوم غد الجمعة ليوم غضب ضد الاحتلال.
في السياق ذاته، أكدت "كتائب المقاومة الوطنية"، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان لها، أن الجريمة الجبانة التي نفذها الاحتلال دليل واضح على أن الاحتلال مازال يتربص بالمقاومين والمناضلين للنيل منهم، وهذا يتطلب من الجميع ضرورة الانتصار لتضحياتهم ودمائهم، محذرة الاحتلال من أن عدوانه على الشعب الفلسطيني لن يمر دون عقاب، وسيدفع الاحتلال الثمن باهظاً جراء ممارساته العدوانية.
ودعت الكتائب غرفة العمليات المشتركة للأجنحة العسكرية المقاتلة إلى رفع درجة التنسيق فيما بينها للرد على جرائم الاحتلال وغطرسته.
وطالبت الكتائب الأجهزة الأمنية الفلسطينية برفع قيودها عن المقاومة الفلسطينية في الضفة الفلسطينية والقدس المحتلة ووقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، داعية الفلسطينيين للاستمرار بخطواتهم النضالية وتصعيدها في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، اغتيال منفذ عملية "بركان"، أشرف نعالوة (23 عاما) في مخيم عسكر الجديد، شرق مدينة نابلس. وبحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن قوات الاحتلال استهدفت نعالوة في أحد المنازل في المخيم، ومنعت طواقم الهلال الأحمر من الدخول إلى المكان.
وقالت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية أن أشرف نعالوة قتل على يد وحدة يمام الخاصة بعد عملية تبادل إطلاق نار قصيرة مع القوة الإسرائيلية، من دون إصابات في القوة الإسرائيلية، ونعالوة اختبأ في منزل في مخيم عسكر شرق مدينة نابلس، وخلال ملاحقته تنقل بين عدة مواقع حسب بيان جهاز الشاباك الإسرائيلي.
وعن الوصول لمكان وجود نعالوة، قالت الصحيفة: "قوات من وحدة يمام الإسرائيلية، وجنود من الجيش الإسرائيلي، ومعهم عناصر من جهاز الشاباك الإسرائيلي وصلوا لمكان تواجد أشرف نعالوة بعد عملية ملاحقة طويلة، بذلت فيها جهود كبيرة، كما تم اعتقال والتحقيق مع عدد من الأشخاص يعتقد أنهم قدموا له المساعدة، أو كانوا على علم بنشاطاته، بعضهم قدمت ضده لوائح اتهام".