عصابات أثيوبية مدعومة من الجيش تتوّغل داخل الأراضي السودانية.. و«البرهان» يهدد أثيوبيا: لن نتراجع عن حماية بلادنا

????? ????????

????? ????????

على ما يبدو أن صراعا وحربا وشيكة قد تقع بين أثيوبيا والسودان بسبب نزاع على منطقة حدودية، "الحصاد مصر" تنشر في تقريرها أسباب الصراع ودور عصابات أثيوبيا للتوغل في الأراضي السودانية وحماية السلطات الأثيوبية لهم، وتوزيع أراضي السودانيين إلى مزارعيين إثيوبيين، بحسب صحيفة سودان تريبون.

 وأوضحت صحيفة "سودان تريبيون" أن تلك المنطقة تنشط فيها عصابات الشفتة الإثيوبية في السيطرة على أراضى المزراعين السودانيين بعد طرد السكان منها بقوة السلاح.

ويتهم ناشطون سودانيون الحكومة الإثيوبية بحماية نشاط العصابات، التي ترد على هذه الاتهامات بأن نشاط الشفتة خارج عن قانونها.

ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة البرهان تعتبر أول زيارة على مستوي قيادة البلاد للمنطقة خلال في العقدين الأخرين.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة " التيّار" اليوم، السبت، أن القوات الإثيوبية توّغلت داخل الأراضي السودان ية، وانتشرت بعمق تراوح ما بين "15 ـ 10 ـ4" كم في مناطق مختلفة على حدود البلدين.

وذكرت الصحيفة، أن القوات الإثيوبية شرعت في بعض هذه المناطق بتقديم بعض الخدمات للمواطنين السودان يين.

من جانبه، سلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، لرئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي الفريق أول آدم محمد، عدة مطالب للحكومة الإثيوبية، بينها انسحاب القوات الإثيوبية من بعض المناطق الحدودية السودان ية، مع ضرورة الإسراع في تحديد موعد للاتفاق على نشر قوات مشتركة من الجيش الإثيوبي و السودان ي على الحدود.

وأشارت الصحيفة، إلى أن المذكرة تضمنت أن يتم الاتفاق بشأن القوات المشتركة المقترحة وتحديد عددها، ومهامها وموعد نشرها.

 وتضمنت المطالب السودان ية حسب الصحيفة، تحديد موعد للتفاوض حول عملية ترسيم الحدود بين البلدين، مع البدء في وضع علامات في المناطق الحدودية.

 وفي تصريحات قوية للسودان ردا على التوغل الأثيوبي، قال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية إن بلاده لن تسمح بالتعدى على أراضيها.

 واطلع البرهان – بحسب وسائل إعلام سودانية - على الأوضاع الأمنية بولاية القضارف شرق السودان، وشدد من منطقة دوكة، المتاخمة، على أنه لا تراجع عن حماية حدود السودان.

 وتفقد البرهان قوات الفرقة الثانية مشاة المرابطة على الحدود الشرقية بعدد من المواقع، ورافقه كل من رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السودانية الفريق أول محمد عثمان الحسين، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال الدين عبدالمجيد، وعدد من قادة القوات المسلحة السودانية.

 وأكد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان جاهزية القوات المسلحة السودانية لحماية البلاد وحراسة حدودها وعدم التراجع عن ذلك، مضيفا: "هدفنا حماية أراضينا ومواطنينا على امتداد حدود السودان فى كل مكان، وهذا واجب القوات المسلحة المقدس الذى لن تفرط فيه أبدا".

 وأوضح أن السودان يمر بمرحلة تتطلب مشاركة الجميع فى بناء الوطن الأمن المستقر، مشيدا بالروح المعنوية العالية والجاهزية التى تتمتع بها القوات المسلحة.

 وتلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان، والوفد المرافق له بقيادة الفرقة الثانية مشاة فى ولاية القضارف، وقيادة اللواء السادس مشاة فى منطقة دوكة الحدودية، عرضا حول مجمل الأوضاع الأمنية بالمنطقة.

 وقال البرهان، في بيان، نشره الإعلام العسكرى منذ أيام "لا تراجع عن حماية حدود السودان، ولن نسمح بالتعدي على أراضينا".

 وأضاف البيان "القوات المسلحة السودانية جاهرة لحماية البلاد وحراسة حدودها، وهذا واجبها المقدس الذي لن تفرط فيه أبدًا".، مشيرا إلى تلقي إحاطة بمقري قيادة الفرقة الثانية مشاة وقيادة اللواء السادس مشاة؛ عن الأوضاع الأمنية بالبلاد.

 كانت القوات المسلحة السودانية أعلنت الشهر الماضى أن مجموعات من عصابات الشفتة الإثيوبية هاجمت قرية (شرق العطبراوي) داخل الحدود السودانية، وقامت بسرقة عدد من الأبقار ودخلت فى اشتباكات دامية مع الجيش السودانى؛ مما أسفر عن وقوع شهيدين وإصابة فرد ثالث.

 وفى 30 مارس الماضى أعاد الجيش السودانى، انتشاره بعد غياب استمر لنحو 25 عاماُ فى منطقة "الفشقة الصغرى" الحدودية مع أثيوبيا والمتنازع عليها بين البلدين والتي تشهد توترات من وقت لآخر جراء نشاط عصابات فى المنطقة.

 وقال المتحدث باسم الجيش السودانى، العميد ركن عامر محمد الحسن في تصريحات صحفية إن نشر القوات الذى تم مؤخراً فى المنطقة يعود لحفظ الأمن ويقع ايضاً ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة السودان فى مجابهة جائحة فايروس كورونا المستجد.

 وأضاف الحسن "نشر القوات أيضا لتأمين المنطقة من النزاعات التى تحدث بين المزارعين عند بداية التحضير للموسم الزراعى".

 وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الخميس الماضي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس المجلس السيادي السوداني، عبدالفتاح البرهان.

وأشار آبي أحمد إلى أن الاتصال تناول سبل التعاون بين البلدين في مواجهة فيروس كورونا، الذي اجتاح معظم دول العالم.

 لكن على ما يبدو أن الاتصال كان يتركز حول قضية أخرى على خلفية التوتر بين الجانبين، والحشود العسكرية السودانية والإثيوبية، بسبب توغل الجيش الإثيوبي في منطقة الفشقة التابعة للسودان، والتي تسيطر عليها العصابات الإثيوبية وتقتل وتطرد المزارعين السودانيين فيها.

 وزار البرهان الأربعاء الماضي، منطقة القضارف العسكرية، وكان بصحبته ضباط هيئة العمليات ومدير المخابرات العسكرية، على خلفية توغل الجيش الإثيوبي الفيدرالى فى منطقة شرق سندس بالفشقة الصغرى فى مساحة تقدر بـ 55 الف فدان وهو مشاريع زراعية تخص مزارعين سودانيين بمنطقة القضارف.

 والمنطقة المذكورة محل نزاع قديم حديث بين إثيوبيا والسودان. وبحسب وسائل إعلام سودانية، فقد انتشر الجيش السوداني في مواقعه العسكرية التي كان يتواجد فيها قبل نحو 25 عاما، وانسحب منها خلال حرب دارفور والنيل الأزرق. وعليه، قام الجيش الإثيوبي بدخول منطقة سندس، نظرا لأن دخول الجيش السوداني إلى هذه المنطقة سيمنع المزارعين الإثيوبيين الذين يحتلون تلك المناطق من الزراعة.

 وبحسب صحيفة "الراكوبة" السودانية، فإن منطقة الفشقة هي تلك المنطقة المتاخمة للحدود المشتركة بين السودان وأثيوبيا، والتي تحد شمالًا بنهر ستيت وشرقًا بنهر عطبرة، وهي لفظة محلية اشتقت من وضع المنطقة الطبيعي . إذ يقصد بالفشقة الأراضي التي تقع بين عوازل طبيعية (مائية) كالأنهار والخيران والمجاري. وتبلغ مساحتها 251 كلم2 . وتنقسم الفشقة إلى قسمين،  الفشقة الكبرى: وتحد شمالًا بنهر ستيت وجنوبًا ببحر باسلام وغربًا بنهر عطبرة. أرضها طينية مسطحة صالحة للزراعة في مجملها، ويغلب على سكانها أصل الحمران والفلاتة والهوسا، يوجد بها نقاط للشرطة في كل من الكدي ، الهشابة ، زهانة ، حمدايين ، الدرابي ، ود الحليو ، مكة حكومة والصوفي.

 أما الفشقة الصغرى، فهي المنطقة التي تحد شمالًا ببحر باسلام وغربًا بنهر عطبرة وشرقًا بالحدود المشتركة بين السودان وأثيوبيا ، وتتخللها العديد من الجبال والخيران ، وكانت بها عدة نقاط للشرطة في قلعة اللبان أم الطيور ، وخور سيد ، ومشروع الغنم ، وباسنده.

ويقول الدكتور إكرام محمد صالح حامد دقاش، الأستاذ المساعد بكلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية في جامعة الزعيم الأزهري، في دراسة له، إن منطقة الفشقة محاطة بالأنهار بالنسبة للأراضي السودانية من كل الجوانب باستثناء خط الحدود المشترك مع أثيوبيا، الأمر الذي يحتم عليها العزلة التامة عن الأراضي السودانية المتاخمة لها، خلال موسم فيضان هذه الأنهار، هذا فضلًا عن كونها تتميز بهطول الأمطار الغزيرة في فصل الخريف. فيما يميز موقعها هذا إغراء للإثيوبيين للاعتداء عليها متى ما شاءوا إذ لا يقف أمامهم أي مانع أو عازل يحول بينهم وبين الاستفادة من هذه الأراضي الخصبة، فهي أراض متاخمة تمامًا للأراضي الإثيوبية . كذلك تتميز منطقة الفشقة بجانب خصوبتها الزراعية، بإنتاجها الكثيف للسمسم والذرة والقطن قصير التيلة بجانب الصمغ العربي والخضروات والفواكه على ضفاف الأنهر الثلاثة عطبرة ، ستيت ، باسلام.

 

 

 

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة