توصلت دراسة حديثة -أجراها باحثون في جامعة أوكسفورد البريطانية- إلي درجة مخاطر وراثية حرجة للتنبؤ باحتمالية احتياج المرضي الذين يعانون من الدوالي إلي الجراحة، بالإضافة إلي تحديد الطريق نحو علاجات جديدة محتملة.
أُجريت الدراسة -التي نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" الطبية- علي مرحلتين علي مستوي الجينوم لدوالي الأوردة في 401 ألف و656 فردًا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وتم تكرارها في 408 ألفًا و969 شخصًا، وحدد الباحثون 49 متغيرًا جينيًا يزيد من خطر الإصابة بالدوالي، كما سلطوا الضوء علي مشاكل الأنسجة الضامة في الجسم والجهاز المناعي كلاعبين رئيسيين في أمراض الدوالي.
وقال الدكتور "دومينيك فورنيس" أستاذ الجراحة التجميلية والترميمية بقسم بحوث أمراض الروماتيزم والجهاز العضلي الهيكلي في مؤسسة "نيوفيلد للصحة"، أكبر مؤسسة خيرية للرعاية الصحية في المملكة المتحدة: "كان إشراك الجراحين في فريق البحث أمرًا حيويًا، حيث تمكّنوا من تحديد المرضي الذين كان مرضهم أكثر خطورة، وبالتالي خضعوا لعملية جراحية، وهذا أدي إلي اكتشاف 49 متغيرًا جينيًا في 46 منطقة في الجينوم الذي يهيئ لدوالي الأوردة، ويحسن هذا الأمر بشكل كبير معرفة ببيولوجيا الدوالي، وسيكون أساسًا لمزيد من البحث في علم الأحياء وعلاج جديد محتمل".
وقالت الدكتورة "كرينا زوندرفان" رئيس قسم الصحة الإنجابية والمرأة في مؤسسة "نيوفيلد للصحة": "تجمع هذه الدراسة قدرًا كبيرًا من الأدلة الجديدة علي العوامل الوراثية الكامنة وراء دوالي الأوردة، وهي حالة منتشرة بشكل كبير بين النساء وأثناء الحمل، وهذا يفتح آفاقًا جديدة ومثيرة لتطوير علاجات مستقبلية جديدة".
وتُعد "الدوالي" من المظاهر الشائعة جدًا للأمراض الوريدية المزمنة، حيث تصيب أكثر من 30% من السكان في الدول الغربية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يصيب المرض الوريدي المزمن أكثر من 11 مليون رجل، ونحو 22 مليون سيدة، تراوحت أعمارهم ما بين 40 إلي 80 عامًا، وفي حال إهمال علاج الأمراض الوريدية المزمنة، يمكن أن تتفاقم لتحدث المضاعفات الصحية المتعددة، بما في ذلك تقرحات، وإجراء بتر في الأطراف في نهاية المطاف.