خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي.. شيخ الأزهر يقترح عقد مؤتمر عالمي لتجريم المساس بالأديان

شيخ الزهر - وزير خارجية إيطالي

شيخ الزهر - وزير خارجية إيطالي

استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اليوم الإثنين، أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، لبحث سبل تعزيز التعاون والحوار الديني والثقافي بين الشرق والغرب.

وأعرب "الطيب"، عن تقديره لحرص الوزير الإيطالي على زيارة الأزهر، وأنَّه يحتفظ بذكريات شخصية من الاجتماع الأول الذي جمعهما في فلورسنا، خلال مؤتمر الحوار بين الشرق والغرب والذي بدا من خلاله أن أنطونيو صاحب صوت سياسي ودبلوماسي حكيم يعترف بصوت الدين والأخلاق.

وقال شيخ الأزهر، إن الحوار طوق النجاة للإنسانية للخروج من أزماتها المعاصرة، وإن أي رؤية للحوار لا تستند على القيم الدينية والأخلاقية لا يمكن أن تفيد؛ فالعودة إلى الدين هي العاصم والمخرج الآمن من هذه المحن، مؤكدًا: "خسرت الشعوب رهانها عندما سمعت للوعود البراقة التي راهنت فقط على التقدم المادي واستبعدت الدين، فجلب لهم صراع المادة مزيدًا من الفتن والأزمات والحروب".

وشدد شيخ الأزهر، على أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى صوت الدين بجانب التقدم العلمي، وأن يحظى هذا الصوت بالدعم السياسي والدبلوماسي الجاد، مستعرضًا جهود الأزهر في مجال الحوار بين أتباع الأديان، والذي أثمر في تعزيز التعاون وتضافر الجهود بين المؤسسات الدينية حول العالم، ونجح الأزهر من خلال هذه الخطوات في تسليط الضوء على القيم المشتركة في الأديان، وتوجت ذلك بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.

وأكد على الحاجة إلى بذل الكثير لإطفاء نيران الحروب والصراعات التي تُروج باسم الدين ويروح ضحيتها ملايين الفقراء والمساكين والأطفال والنساء، فلن تسكت أصوات البنادق إلا بتغليب صوت الحكمة والاحتكام إلى الحوار الجاد والحقيقي، لافتًا إلى أن استجابة الغرب لدعوة الحوار مع الشرق بها شيء غير قليل من البطء والتباطؤ، ومنها إصرار بعض الدول على مساندة ودعم بعض التصرفات التي تعوق الحوار بين أتباع الأديان، وتكريس أموال وحملات ضخمة وغزو ثقافي غير مسبوق لمواصلة سياسة الاستعمار التي ذاق مرارتها الشرق في القرنين الماضيين.

وأعرب شيخ الأزهر، عن رغبته لعقد مؤتمر لعلماء الإسلام ورجال الكنائس لإيجاد حلول لهذه التصرفات والاتفاق على تجريم الإساءة لكل مقدسات الأديان ورموزها واحترام ثقافات الشعوب.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيطالي، سعادته وحرصه للقاء شيخ الأزهر، والاستماع إلى كلماته والتعرف عن قرب على رؤيته لنشر السلام العالمي، لافتًا إلى أن شيخ الأزهر شخصية حكيمة تحظى بقبول عالمي ولها دور فعال وصوت مسموع في العالم، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تحتاج إلى السلام والاستقرار.

وشدد وزير الخارجية الإيطالي، على تقديره لمقترح للإمام الأكبر بعقد مؤتمر لعلماء الأديان لمناقشة التصرفات المسيئة لرموز الأديان ومقدساتها، مشيرًا إلى أن الحوار هو الطريق للسلام، والحوار بين أتباع الأديان مهم ليعيش الجميع في سلام وأمان، وأنه يجب على الجميع بذل الجهود لتعزيز الحوار، والتخلص من الأحكام المسبقة المتعلقة بالإسلام، التي تسببت في رفع وتيرة الإسلاموفوبيا مؤخرًا.

 

يمين الصفحة
شمال الصفحة