مجلس الوزراء
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة، اليوم الثلاثاء، حيث أصبحت سلاسل القيمة العالمية (GVCs) مفهومًا متناميًا في الاقتصاد العالمي مع تطور العولمة، وبما أن العولمة أصبحت مفهوم مشترك لجميع الدول، فإن سلاسل القيمة العالمية مرتبطة أيضًا بكل دولة باختلاف قدراتها، وعلاوة على ذلك، فإن تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيا النقل وعمليات الإنتاج المعقدة قد تخلق بيئة مناسبة للشركات للانخراط في سلاسل القيمة عبر الحدود، حيث تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) دورًا حاسمًا في الاقتصاد العالمي، كذلك فإن مساهمات الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد متعددة الأبعاد ويمكن اعتبار نمو الناتج، وخلق فرص العمل، والتخفيف من حدة الفقر، والتمكين الاقتصادي، ونمو الصادرات من بين هذه الأبعاد.
وأشار مركز المعلومات إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) باتت في الوقت الحالي تلعب دورًا محوريًا ومهمًا في معظم الاقتصادات، وخاصة في اقتصادات الدول النامية، حيث تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة حاليًا الجزء الأكبر من الأعمال التجارية عالميًا، بالإضافة إلى كونها أصبحت مساهمًا مهمًا في تعزيز وتوليد فرص العمل والتنمية الاقتصادية بشكل عام، فهي تمثل ما يقرب من 90٪ من الشركات وتستوعب نحو 50٪ من إجمالي العمالة حول العالم، كذلك تسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة الرسمية بنسبة تبلغ 40٪ من الدخل القومي في اقتصادات الدول الناشئة. وقد تصبح هذه النسبة أعلى بشكل ملحوظ إذا ما تم تضمين الشركات الصغيرة والمتوسطة غير الرسمية.
ووفقًا لتوقعات البنك الدولي، ستتزايد الحاجة الملحة إلى توفير ما يقرب من 600 مليون وظيفة خلال عام 2030، وذلك لاستيعاب التنامي في القوى العاملة العالمية، مما سيسهم بدوره في جعل تعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة أولوية قصوى للكثير من الحكومات حول العالم.
وجدير بالذكر أنه أصبح من الضروري تعزيز مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل القيمة العالمية بدلًا من مجرد تدويل الشركات الصغيرة والمتوسطة. حيث باتت إعادة تنظيم الإنتاج على المستوى الدولي وتطوير سلاسل القيمة العالمية أمرًا مهمًا للشركات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما من خلال توسيع فرص أعمالها وتعزيز وصولها إلى الأسواق.
وأضاف المركز في تحليله أنه يتم تعريف الانخراط في سلاسل القيمة العالمية عمومًا على أنها المشاركة في كل من استيراد السلع الوسيطة وتصدير المنتجات، ويمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في سلاسل القيمة العالمية إما عن طريق تصدير السلع أو الخدمات مباشرة إلى الشركات في الخارج أو توفير المدخلات للشركات المحلية التي تنتج من أجل التصدير، ويُطلق على وضع المشاركة هذا الاسم "مشاركة أمامية في سلاسل القيمة العالمية"، وبدلاً من ذلك، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في أنشطة سلسلة القيمة عن طريق الحصول على المدخلات من الموردين الأجانب لإنتاج السلع والخدمات للاستهلاك المحلي والصادرات، ويُعرف هذا باسم "المشاركة الخلفية في سلاسل القيمة العالمية".
وجدير بالذكر؛ أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأسواق العالمية يمكنها القيام بالمساعدة على تعزيز مساهماتها في التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية، من خلال خلق فرص للارتقاء، وتسريع الابتكار، وتسهيل انتشار التكنولوجيا والمعرفة الإدارية، وتوسيع وتعميق المهارة، وتعيين وتحسين الإنتاجية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاركة في سلاسل القيمة العالمية تمنح الشركات الصغيرة والمتوسطة قدرًا من المرونة والقدرة على تخصيص المنتجات وتمييزها، مما يعطي الشركات الصغيرة والمتوسطة ميزة تنافسية في الأسواق العالمية، مقارنة بالشركات الأكبر حجمًا، حيث أنها قادرة على الاستجابة بسرعة لظروف السوق المتغيرة ودورات حياة المنتج الأقصر بشكل متزايد.
وفيما يتعلق بتأثير سلاسل القيمة العالمية على أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإن سلاسل القيمة العالمية للشركات الصغيرة والمتوسطة تقدم منصة جديدة للاتصال بالشركاء الأجانب مما يساعدهم في نهاية المطاف على تعزيز ونمو إنتاجيتهم ومنتجاتهم، وتوجد هناك أربعة أنواع أساسية من سلاسل القيمة العالمية هي؛ أسواق التوريد الدولية، حيث تتم المعاملات على أساس علاقات تجارية مستقلة بين المشترين والبائعين عبر الحدود والتي تتطلب الحد الأدنى من التنسيق والتعاون (على سبيل المثال، أسواق السلع)، والشبكات التي يحركها المنتج، حيث تلعب الشركة الرائدة (مثل مجمّع السيارات أو الأجهزة الكهربائية) دورًا مركزيًا في ممارسة السيطرة على الشبكة الدولية للشركات الفرعية والشركات التابعة والموردين، والشبكات التي يحركها المشتري، حيث يكون كبار تجار التجزئة والمسوقون والشركات المصنعة للعلامات التجارية (مثل Levi’s في مجال صناعة الملابس، وWalmart كبائع تجزئة متعدد الجنسيات) مصدرًا من الشبكة اللامركزية للموردين عبر الحدود، والشركات المتكاملة، حيث يتم تنفيذ أنظمة الحوكمة الهرمية عبر الشبكات الدولية، وتنتج جميع السلع والمنتجات الرئيسة داخليًا، وتتميز بالتكامل الرأسي والرقابة الإدارية القوية.