جانب من اللقاء
أقام السفير المصري لدى صربيا باسل صلاح، عشاء رسميا على شرف الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بحضور السفراء العرب في العاصمة الصربية بلجراد.
وشدد مفتي الجمهورية، على أهمية الدبلوماسية العربية التي كانت- ولا تزال- مصدر فخر لجميع المدارس الدبلوماسية في العالم، مشيدًا بالجهود الدبلوماسية الكبيرة للسفراء العرب في صربيا.
وقال مفتي الجمهورية، إن الدول العربية في حقيقتها أسرة واحدة يحكمها الود والاحترام والتراحم، وطبيعة شعوبنا العربية أنها مترابطة ومتآلفة فيما بينها، مشيرًا إلى أن ديننا الإسلامي مبني على السماحة واليسر، وأن المسلمين الأوائل انفتحوا على العالم وتشاركوا مع الحضارات الأخرى واستفادوا منها وأفادوها.
وأكد مفتي الجمهورية، على أننا نحتاج إلى إدارة حضارية للخلاف، مضيفًا أنها قضية تشتد حاجة المسلمين إلى طرحها في ظل هذه الظروف والمتغيرات الراهنة التي يعلمها الجميع، حيث يعتبر الخلاف الفقهي في حقيقته لدى علماء المسلمين المعتمدين ظاهرة صحية، تعكس مدى مرونة وحيوية الفقه الإسلامي الوسيع، وملاءمته لكل زمان ومكان.
وأوضح "علام"، أنه لا بد من نية صادقة لاستثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليكون أداة فاعلة في دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة، متابعًا أن الخلاف الفقهي لم يكن إلا مظهرا إيجابيا من مظاهر نشاط العقل المسلم، ولم يكن يوما ما سببا للصدام أو للكراهية فضلا عن العنف أو الإرهاب.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أن أساس الفهم الصحيح للفقه الإسلامي هو إظهار السماحة بالتيسير على الناس وليس الهدف منه إيقاع الناس في حرج، مؤكدًا على أن الفتوى صناعة لا يتقنها إلا من لهم قدم راسخة في فهم النصوص الشرعية والواقع ومعرفة الربط بينهما.
من جانبهم، أبدى ا السفراء العرب سعادتهم البالغة بزيارة فضيلة المفتي إلى بلجراد، مؤكدين أن زيارته أوجدت صدى طيبا لدى الحكومة والشعب الصربي، كونه أول قيادة دينية مصرية تزور صربيا، كما أنه واحد من القامات الدينية الوسطية المشهود لها في العالم أجمع.