جانب من الاجتماع
قال شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، إنَّ الموقف التاريخي لجنوب إفريقيا تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا يصدر إلا عن شعبٍ عظيمٍ، ربَّاه قائد وبطل عظيم.
جاء ذلك، خلال استقباله جوزيف ماشمباي سفير جنوب إفريقيا لدى القاهرة.
وذكر شيخ الأزهر، أنه سعيد أن يأتي هذا الصوت المتفرد من إفريقيا، وبخاصة من جنوب إفريقيا التي وقفت في وجه الظلم والاستعمار وقاومته وانتصرت عليه، وقد عايشنا فترة نيلسون مانديلا، وعايشنا التحديات التي واجهها، واتخذناه رمزًا للصمود، وكان بطلًا في كل مواقفه.
وأضاف: "فقد عاش حياةً مليئةً بالبطولات، فكان بطلًا حينما رفض الاستعمار، وكان بطلًا حينما رفض الفصل العنصري، وكان بطلًا حينما صمد في السجن لفترة طويلة، وكان أكثر بطولة حينما رسَّخ في أبناء جنوب إفريقيا قيم نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظلمة والطغاة".
وأكَّد شيخ الأزهر، أنَّ ما صنعته جنوب إفريقيا هو أكثر الأسلحة إيلامًا للكيان الصهيوني، وهو الباعث لهذه الحركة العالمية التي خرجت في شوارع أوروبا وأمريكا وجامعاتها، لافتًا إلى أن تحركها تجاه العدوان على غزة أفقد الكيان الصهيوني جزءًا كبيرًا من ألاعيبه التي يحتمي حولها بدعوى معاداة السامية، وخدعت شعوبًا كاملةً طيلة عقود؛ ولكنَّ جنوب إفريقيا فضحت هذه الأكاذيب والأباطيل وأظهرت الصورة الحقيقيَّة والسيئة لهذا الكيان.
وبعث "الطيب" برسالةٍ إلى أبناء جنوب إفريقيا قائلًا: "أنتم مَن أيقظتم ضمير العالم الحر، وصححتم الطريق الخاطئ الذي كان العالم يسير فيه، وأصبحتم مع الفلسطينيين رمزًا للحرية والمساواة والتصدي للهجوم على الأوطان والأرض والإنسان".
وأكد: "نحن في الأزهر نُقدِّر موقفكم التاريخي دعمًا للقضية الفلسطينيَّة، ونعلم أنكم ستتعرَّضون لمضايقات وتحديات كبيرة، وستدفعون ثمنًا باهظًا، ونحن على استعداد لتقديم منح دراسية -لا محدودة- لأبناء جنوب إفريقيا للدراسة في الأزهر، تقديرًا لهذا الموقف التاريخي المتفرد".
من جانبه، أعرب سفير جنوب إفريقيا، عن سعادته بلقاء "الطيب"، وتقدير بلاده لدعم الأزهر لموقف جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.
وقال: "نعلم أن تحقيق السلام لن يكون سهلًا، وبلادنا جاهزة للمضي في هذا الطريق مهما كان الثمن"، متابعًا: "جنوب إفريقيا تحتفظ بعلاقات متينة مع الأزهر، والمجتمع المسلم له دورٌ بارزٌ في التَّنمية والتطوير في مختلف المجالات".