
جرمين عامر عضو اتحاد الاعلاميين العرب
حكاية .. ولا أغرب من الخيال ..
بطلها ابن أخي "عمر"، أول حفيد في العيلة، شاب وسيم، يبلغ 18 عامًا، يستعد لدخول الجامعة الألمانية، كلية الحاسب الآلي، من فرط حبه وولعه الشديد بالتكنولوجيا.
كان "عمر" يقضي ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، يتصفح الانترنت، يتابع الأحداث والأخبار. فبرأيه إن الانترنت عالم واسع مليئ بالمعرفة والتواصل. ولكنه، لم يكن يدرك للحظة، أنه في يوم من الأيام سينزلق تدريجيا في عالم المخدرات الرقمية. ويصبح مدمن رقمي.
وفي أحد الأيام، دخل "عمر" كعادته إلي غرفته، شغل جهاز الكمبيوتير الخاص به، أغلق جميع الأنوار حتي المصباح الصغير الموجود بجانب المكتب. ووضع سماعة الأذن الخاصة به، كما يفعل كل ليلة.
تذكر .. ذلك الملف الذي أرسله له صديقه "خالد" أمس. والرسالة المثيرة التي وعده فيها بتجربة جرعة رقمية جديدة !! ستفصله .. ستنقله إلي عالم آخر .. عالم بلا حدود .. وبلا أي قيود.
ولكن عليه أن يستعد بـ5 خطوات :
أولا : أن يرتدي ملابس فضفاضة.
ثانيا : أن يشرب كمية كبيرة من المياة.
ثالثا : أن يجلس بمفرده في مكان مظلم.
رابعا : أن يغلق باب الغرفة عليه.
خامسا: أن يرتدي سماعات الاذن.
ثم يفتح .. الملف !!
وبفضول شديد أخذ "عمر" يمني نفسه بحالة أو فصلة بلغه جيل الZ
إنه "الهروين الرقمي" .. عالم النشوة الرقمية
في البداية، عند فتح الملف، لم يكن هناك شئ غريب سوي بعض النبضات الإلكترونية الخافتة. ولكن بعد دقائق ومع تصاعد النبضات الإلكترونية، بدأ "عمر" يشعر بتنميل في يده اليسري ثم اليمني، يسري لباقي جسده.
وهنا .. بدأ يشعر برغبة في غلق عيناه. بل بالفعل عيناه أغلقت.
كما .. لوكان يغوص في أعماق المحيط. لم تكن هذا النبضات مجرد صوت أو تراكات الكترونية. بل كانت شئ آخر. شئ غريب حالة من الاسترخاء .. من النشوة .. من الهروب.
فجاة وبدون مقدمات !! تراقصت الأضواء أمام عينيه. رغم الظلام الدامس، الذي كان يجلس فيه بغرفته منفردا. وارتفع معدل ضربات قلبه. ظهرت .. أمام عينيه المغلقتين، صور غريبة وذكريات مشوشة. وسمع .. صوت خافت يناديه، يهمس له، يخترق عقله، وسط هذه الذبذبات المتضاربة.
شعر .. "عمر" بالغثيان، وحاول نزع سماعة أذنه. ولكنه لم يستطع، أن يحرر يده من التنميل الذي أصابها بعد سماع هذه التركات. فقد ثقلت لدرجة، إنه لم يستطيع نزع هذه السماعة الملعونة. وبدأ عقله المنسحب إلي مكان آخر، لأدرك الفرق بين الواقع أو الحلم.
وفجاة !! عاد الصوت، يهمس له مرة أخري، بصوت أشبه بالجنون !!
هل أنت مستعد للجرعة الثانية؟!!
عمر أصبح .. مدمن رقمي أو كما يقول المصطلح العملي الآيدوز i-Dosing.
يستمع .. إلي ملفات صوتية بترددات ثنائية(Binaural Beats) تحفز عقله الصغير علي انتاج تأثيرات جسدية ونفسية مشابهة لتأثيرالمخدرات التقليدية. فتنقله بعدها إلي حالة من الاسترخاء والنشوة وأحيانا الهلوسة. نتيجة الإرهاق الذهني والمجهود الذي بذله.
فهذه التراكات الالكترونية هي نوع من الموسيقى، برتم غير معتاد و الغريب أحيانا. تعتمد علي تقنية تشغيل ترددين مختلفين في آن واحد. يوظف كل تراك لأذن واحدة دون الأخري. مما يؤدي إلى تحفيز الدماغ لاستجابة عصبية. وانتاج موجات معينة مثل : موجات ألفا وبيتا المرتبطة بالاسترخاء والنوم والإثارة العقلية، تحاكي تأثير بعض المواد المخدرة.
صغيري "عمر" الذي يمثل جيلين كاملين، يطلقون علي أنفسهم جيل الألفا وجيل Z، انتابهم هوس تجربة المخدرات الرقمية، بحثا عن المغامرة أو الاسترخاء أو التامل أو العزلة أو حتي وسيلة للهروب من الواقع.
وعلي الرغم، من عدم وجود أي دليل علمي، أن المخدرات الرقمية تسبب إدمان أو أضرار جسدية مثل المخدرات الحقيقية، إلا أنها وبالتجربة تؤثر نفسيا علي بعض الأشخاص. لأنها تخلق حالة من التعود أو الروتين بحجة قدرتها علي تحسين التركيز والمزاج والاسترخاء.
وهناك العديد من القصص والتجارب في العالم، لأشخاص زعموا إنهم تأثروا نفسيا وجسديا بالمخدرات الرقمية. نتيجة لعملية التعود النفسي عليها واستخدامها كوسيلة للهروب من الواقع أو الاسترخاء، مما أثر علي سلوكهم.
هذا ونشر موقع عربية تقرير مصور عن "المخدرات الرقمية" وتحذيرات عدة من نتائجها السلبية من عدم الراحة والقلق، مصاحبة باضطرابات في النوم فد تؤدي إلي تحول الشخص إلي زومبي. وأحيانا أخري، ينتاب الشخص الواقع تحت تاثير المخدرات الرقمية إلي طاقة عدوانية ونوبات صرع ومشاكل في القلب.
وطالب الموقع بضرورة تعزيز الوعي والمعرفة لدي جيل الشباب من أخطار هذه النوعية من التراكات أو النبضات الإلكترونية. وتجنب تجربتها سواء بدافع الفضول أو لشغل أوقات الفراع. والأهم هو التحوط والحذر من مواقع التحميل المشبوهة أو الإنترنت الأسود. خاصة إنها قد تحتوي على برمجيات خبيثة أو تحاول سرقة البيانات الشخصية. فضلا أهمية الدور الأساسي الذي يلعبه الآباء في حياة أبنائهم من المراقبة الصحية للمحتوى الذي يتابعه المراهقون. كما أكد الموقع علي ضرورة طلب المساعدة الفورية للشباب إذا شعرت بأي تأثير سلبي.