
يوم عاشوراء
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد العاملين في مجال الزراعة، يستفسر فيه عن حكم صيام النوافل، وما إذا كان تركها يُعد إثمًا، موضحًا أن طبيعة عمله الشاق تمنعه أحيانًا من صيام بعض الأيام المستحبة، مثل يوم عرفة وعاشوراء.
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي بأن صيام النفل – مثل يوم عرفة ويوم عاشوراء – هو من العبادات المستحبة وليس من الفروض الواجبة، وبالتالي فإن ثوابه عظيم لمن أتى به، ولا إثم على من تركه، خاصة إذا كان ذلك لعذر كالمشقة أو طبيعة العمل الشاق كما في حالة السائل.
وأوضحت الدار أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيامه سنة مؤكدة قولًا وفعلًا عن النبي ﷺ، ويترتب على صيامه تكفير ذنوب السنة الماضية، كما جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما: «قدم النبي ﷺ المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يومٌ صالح، هذا يومٌ نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال النبي ﷺ: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
أخرجه البخاري.
كما استُشهد بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي ﷺ كان يصوم عاشوراء"، رواه مسلم وحديث أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله» رواه مسلم.
وختمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن من لم يتمكن من صيام النفل بسبب مشقة العمل أو لأعذار أخرى، فلا حرج عليه ولا إثم، ويؤجر على نيته وحرصه، فالدين يُسر، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.