المصاعب الاقتصادية في نيجيريا وجنوب أفريقيا تضرب أسواق الهواتف الذكية

رصدت تقارير سوقية أن شحنات الهواتف الذكية القادمة إلى دولتي نيجيريا وجنوب أفريقيا، أكبر اقتصادين في القارة الأفريقية جنوب الصحراء ، سجلت تراجعاً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام الجاري 2019، مستبعدة حدوث بوادر تحسن لها خلال الربع الجاري.

وذكرت "مؤسسة إنترناشيونال داتا" (IDC) في تقرير أصدرته أخيراً، أن شحنات الهواتف الذكية القادمة إلى نيجيريا هبطت بنسبة 9ر11 في المائة لتسجل 3ر2 مليون وحدة في الربع الأول من العام الجاري، كما تراجعت الشحنات إلى جنوب أفريقيا بنسبة 4 في المائة لتسجل 7ر4 مليون وحدة.

ويعزى الانحسار الملحوظ لشحنات الهواتف المحمولة إلى المصاعب الاقتصادية التي تشهدها الدولتان جراء تراجع معدلات النمو وارتفاع معدلات البطالة.

ويشير التقرير إلى أن أسواق نيجيريا على وجه الخصوص تضررت خلال الربع الأول من العام الجاري نتيجة حظر الأسابيع الثلاثة الذي فُرض على شحنات الهواتف الصينية القادمة إلى البلاد، كما تفاقم الأمر بانتشار بعض القلاقل والأحداث الأمنية، علاوة على إرجاء الانتخابات العامة لمدة أسبوع.

أما في جنوب القارة، فيقول التقرير إن اقتصاد دولة جنوب أفريقيا انكمش بمعدل سنوي بلغ 2ر3 في المائة خلال الربع الأول، وهو ما أرجعه التقرير إلى تحديات صناعية تسببت فيها تكدس المخزونات خلال تلك الفترة في أعقاب حالة الفوران والإنتاج التي انتابت القطاع في الربع الأخير من العام الماضي.

وفي ضوء المصاعب الاقتصادية التي أشار إليها التقرير، يتوقع أرنولد بونيلا محلل البحوث في مؤسسة (IDC)، أن تشهد الأسواق الأفريقية استمراراً لهيمنة لنوعيات أجهزة الهواتف الذكية منخفضة ومتوسطة السعر التي تعد أفضل قيمة للمستخدم.

وتعد تلك الأجواء اخبارا سارة للمؤسسة القابضة الصينية المصنعة للهواتف المحمولة "ترانسجن هولدينج"، التي أسست منذ أكثر من عشر سنوات مشروعاتها وأنشطتها بالتركيز على الأسواق الأفريقية بشكل رئيسي، وأنتجت خلال تلك الفترة هواتف ذكية ملائمة للاحتياجات المحلية في الأسواق كالأجهزة متعددة الشرائح، والمزودة بكاميرات ذات قدرات تقنية عالية تلائم البشرة السمراء.

وأقامت شركة "ترانسجن هولدينج" مصنعها في إثيوبيا، ومقرها الرئيسي في مقاطعة شينجين الصينية، وتمكنت من الهيمنة على سوق الهواتف المحمولة في أفريقيا بتقديم نوعيات من الأجهزة والموديلات ذات الأسعار المنخفضة. وبمرور الوقت تطورت تلك الموديلات من محدودية القدرات إلى أن أصبحت ذات قدرات مطلوبة لدى المستهلكين المحليين، وهو ما أدى إلى أن تجاوزت مبيعاتها من الهواتف الذكية في القارة الأفريقية مبيعات شركة سامسونج في عام 2017.

ووفقا لتقرير مؤسسة (IDC) ، فإن شركة "ترانسجن" تستحوذ على حصة كبيرة من شحنات الهواتف الذكية في أفريقيا خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيراً إلى أن طرازي الشركة الأكثر انتشاراً يستأثران بحصة تصل إلى ثلث سوق الهواتف الذكية الأفريقي. كما تهيمن الشركة على حصة غالبة في سوق الهواتف المحمولة التقليدية ذات القدرات المحدودة إذ تستحوذ على 7ر59 في المائة من الهواتف التقليدية المشحونة للقارة الأفريقية.

وبوجه عام، تتراجع شحنات الهواتف المحمولة التقليدية إلى أفريقيا من سنة إلى أخرى، وسجلت انخفاضا بنسبة 3ر0 في المائة في الربع الأول، وبلغ عدد الأجهزة المشحونة خلالها 6ر31 مليون وحدة. ولايزال السوق الأفريقي تهيمن عليه الهواتف التقليدية بنسبة 9ر59 في المائة.

وتتوقع مؤسسة (IDC) أن تتراجع أسواق الهواتف المحمولة بوجه عام بنسبة 3ر5 في المائة لتصل إلى 9ر50 مليون وحدة خلال الربع الثاني، وعزا ذلك إلى الانحسار الحاد في مؤشرات الاقتصاد الكلي وحظوظ التجارة العالمية في أرجاء القارة.

ومن العوامل الأخرى التي أشارت إليها المؤسسة في تقريرها "ارتفاع التدابير الحمائية الرامية إلى تقييد شحنات الهواتف الذكية في العديد من الدول، ما تسبب في حدوث تحولات مفاجئة في أداء السوق"، حسب وصف، مدير البحوث في المؤسسة، رامازان يافوز.