
أثار روبرت كينيدي جونيور، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، جدلًا واسعًا خلال أول مؤتمر صحفي له منذ توليه المنصب، بعدما صرح بأن السموم البيئية قد تكون السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات التوحد في الولايات المتحدة، مخالفًا بذلك التفسيرات العلمية المستقرة حول طبيعة هذا الاضطراب.
تصريحات دون أدلة علمية
خلال المؤتمر، كرر كينيدي وصفه السابق للتوحد بأنه "وباء يمكن الوقاية منه"، مؤكدًا أن الجينات لا تُسبب الأوبئة، وأن هناك عوامل بيئية حديثة مثل العفن، المواد الكيميائية، وبعض الأدوية، قد تكون من بين المسببات.
وأضاف: "عندما كنت صغيرًا، لم أكن أعرف أحدًا مصابًا بالتوحد"، في إشارة إلى أن الانتشار الحالي يعود لعوامل جديدة لم تكن موجودة في الماضي.
تعارض مع ما توصلت إليه الأبحاث العلمية
تتعارض تصريحات الوزير مع ما توصلت إليه الدراسات العلمية الحديثة، التي لم تجد أي علاقة بين التوحد واللقاحات، وهو الربط الذي لطالما روج له كينيدي في السابق بصفته محاميًا بيئيًا.
ورغم تجنبه ذكر اللقاحات بشكل مباشر هذه المرة، أعلن كينيدي أنه يعتزم تكليف جهات حكومية بإجراء أبحاث حول عناصر بيئية مثل الهواء، الماء، الغذاء، والأدوية لتحديد أي علاقة محتملة بالتوحد.
تصريحات تفتقر إلى الدقة العلمية
علّقت كارين بيرس، المديرة المشاركة لمركز التميز في التوحد بجامعة كاليفورنيا، على تصريحات كينيدي بقولها إن للتوحد جذورًا وراثية قوية، وإن نحو 10% فقط من الحالات يمكن ربطها بجين واحد معروف، بينما قد تؤثر العوامل البيئية على كيفية تفاعل هذه الجينات، لكن دون أن تكون السبب الأساسي.
أما بيتر هوتيز، المدير المشارك لمركز تطوير اللقاحات في مستشفى تكساس للأطفال، فرأى أن كينيدي يقدم سردًا غير دقيق، قائلًا إن حديثه يوحي وكأن المجتمع العلمي يتجاهل تأثير العوامل البيئية تمامًا، وهو أمر غير صحيح.
خطة لإعادة هيكلة متابعة حالات التوحد
أعلن كينيدي عزمه نقل مسؤولية مراقبة معدلات التوحد من "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" إلى إدارة جديدة داخل وزارة الصحة، ستكون تحت إشرافه المباشر، مشيرًا إلى أن نتائج بعض الدراسات الأولية حول الأسباب المحتملة للتوحد ستُعلن بحلول سبتمبر المقبل.
إصرار رغم الانتقادات
ورغم الانتقادات الواسعة، أصر وزير الصحة على المضي قدمًا في خطته، مشددًا على رغبته في الوصول إلى أجوبة حقيقية حول أسباب التوحد، بهدف تحسين جهود الوقاية مستقبلًا.